!براءة الحب عند الأطفال.. حركة العين تكشف لغة المشاعر
كتب: روضة سعد
اخر المواضيع
الأكثر قراءة
رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء
رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء كتب: روضة سعد – هاجر سامح في حوار شيّق أجراه فريق عمل مشروع أول خطوة مع الأستاذ حسين الزناتي، رئيس…
هل يشعر الطفل بالحب؟ الإجابة بالتأكيد نعم.. لكن السؤال الأهم كيف يمكن أن ننمي بداخله مهارات الذكاء العاطفي؟ وكيف يمكننا أيضًا أن نوجه مشاعر الحب الفطرية التي بداخله؟.. الدراسات النفسية تؤكد أن مشاعر الطفل ليست ثابتة، وإنما تتغير بين يوم وآخر، فهم في حاجة إلى الشعور المتبادل بالعاطفة بينهم وبين الأب والأم، أيضا التعبير عن الحب من شأنه أن يعزز ثقة طفلك بنفسه، هذا بالضبط ما سنعرفه معا في السطور القادمة:
يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي بالأكاديمية الطبية العسكرية، إنه عندما يكون المنزل به عاطفة ومحبة فالطفل يكتسب هذه الصفات من المحيطين به، لكن المنزل الذي يسوده الصوت العالي والصراخ والمشكلات والخلافات العائلية والتراشق اللفظي، فإنه من الصعب أن نجد أطفالا ينشأون في هذه البيئة ويكون لديهم مشاعر عاطفية إيجابية، فالطفل يكتسب تلك السلوكيات من الوسط الذي يعيش فيه، والذكاء العاطفي لدى الطفل لا يأخده إلا في البيئة الصالحة داخل المنزل، وكلما كانت العلاقة مع الأب مثالية فالطفل يظهر بصورة إيجابية وتكون عنده ثقة عالية بالذات، والعكس صحيح، فعندما يغيب دور الأب تنشأ لدى الطفل حالة من النقص الوجداني، وبالتالي يفتقد الذكاء العاطفي.
وأضاف فرويز أن الطفل يعبر عن مشاعره الطفل بلمس الشخص الذي أمامه، كما يقوم بمعانقته ويتقرب إليه، وحينما يكشف الطفل عن مشاعره تجاه زميلة له في الحضانة أو المدرسة ويتحدث عن ذلك مع الأب أو الأم فإن هذا شيء جيد، طالما أنه لم يتجاوز الإطار الصحيح، ودور الأم حينها هو التوجيه السليم وأن تشرح له أن جميع زملائه في المدرسة “زي إخواته في البيت” ويتم تكرار تلك الكلمات أكثر من مرة، ولا داعي للعقاب أو الصراخ في وجه الأطفال عندما يصرحون بهذه المشاعر البريئة، وعند الحديث عن ذلك الموضوع يتم بصورة سليمة بدون لفت النظر، وعلي الآباء معاملة زملاء الأبناء مثل أبنائهم لخلق حالة من التواصل بين الأطفال بحيث يظهر كل طفل بصورة الأخ أو الأخت.
أما الدكتورة نادية جمال، أخصائية علاقات أسرية وتربية طفولة وإرشاد نفسي، فتقول: “إن الطفل منذ الشهور الأولى يستطيع التعبير عن مشاعر الحب، مع إنه في هذه المرحلة العمرية ليس لديه القدرة علي الكلام، ولكن لديه بعض الإشارات التي توحي بالهدوء والدفء بإحساسه بوالدته ومراقبته لها عن طريق حركات العين، ومن سن عام أو عامين يبدأ الطفل بالحديث بكلمات بسيطة ويبدأ بقبوله لمشاركة والدته أشياءه المفضلة”.
وأضافت نادية أنه عند الحديث عن بداية التعبير عن مشاعر طفلك، يُرجي الاستماع له بعناية، وبعد ذلك تقومين بمحاولة إصلاح وتعديل وتهذيب أفكاره بالهدوء والحب والطرق التي تلائم طفلك، فنحن دائماً نماذج لأطفالنا ويجب أن يروا الحب والأمان والراحة والدعم الدائم داخل المنزل، وأن يكون جميع أفراد الأسرة متحابين تربطهم علاقة قوية بجانبها لغة تعبير مميزة عن هذه المشاعر، وهدوء المنزل والسلام الأسري الداخلي يساعد الطفل على الاسترخاء والشعور بالحب بدون صراخ أو مشاكل أسرية، أما العنف فهو أسلوب خاطيء في التربية، وفي ذات الوقت العقاب مطلوب في بعض المواقف، ولكن يجب أن يكون هناك توازن، فالحب هو المفتاح الأمثل لرعاية أطفالنا. وتظل هناك حاجة للتعبير عن هذا الحب من حين لآخر، حتى لو بدا ذلك أمراً معقداً في بعض الأحيان ولكن الإحساس بالحب عند الأطفال يكن شموليا ومتكامل ويتماشي مع الفطرة الكامنة لديهم ، فالطفل السعيد يشعر بالأمان والثقة ويكون محبا للآخرين، ويبادر إلى إظهار مشاعر الحب للمحيطين به، مما يسهم في التطور الانفعالي لديه.