أنشطة مفيدة و مسلية .. اجعلي طفلك شريكاً إيجابياً في اعمالك المنزلية

أنشطة مفيدة ومسلية.. اجعلي طفلك شريكاً إيجابياً في أعمالك المنزلية

كتب: ملك أسامة

اخر المواضيع

الأكثر قراءة

رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء

رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء كتب: روضة سعد – هاجر سامح في حوار شيّق أجراه فريق عمل مشروع أول خطوة مع الأستاذ حسين الزناتي، رئيس…

تتساءل الأمهات عن السبب الذي يجعل أطفالهن يشعرون بالملل بسرعة من اللعب بأشيائهم المفضلة.. الإجابة هي أن هذه الأشياء أو الألعاب ليست مبتكرة بما فيه الكفاية، فالأم المبدعة هي التي تسعى لإنجاز أعمالها المنزلية ومهامها، بينما تحافظ على انشغال طفلها لساعات طويلة دون أن يشعر بالملل أو يجهد عينيه من التحديق في الموبايل.. والنصيحة المفضلة في هذا الأمر هو أن تسعى الأم لجعل طفلها شريكا في أعمالها المنزلية.. فكيف يمكن ذلك؟ وما أهم هذه الأنشطة؟

ويقول الدكتور محمد عاطف، أخصائي العلاج الطبيعي لتأهيل الأطفال، إنه بعد فترة محددة من عمر الطفل، تصبح ألعاب المطبخ للأطفال أو غيرها من الألعاب غير فعالة لأنها لا تشمل طهيا حقيقيا. كما يشعر الطفل أن وعيه أصبح أكثر نضجا، وهنا يمكنك أداء مهامك المنزلية المعتادة، وفي نفس الوقت يمكن لطفلك أن يكون في أحد أركان المطبخ الآمنة، حيث يقوم بعجن الخليط لصنع كيكة العشاء، أو يفرد العجين لصنع الخبز، أو يشكل البسكويت. مهما طلبت منه أن يقوم به، فليقم به وينهيه في الوقت المناسب، يمكنك أيضًا استغلال طاقته في تنظيف وتلميع الجدران والنوافذ ورفوف الثلاجة، عن طريق إعطائه قطعة قماش ملونة وزجاجة صابون مخففة برائحة عطرية جميلة، والسماح له بتنظيف كل ما يمكن الوصول إليه، مع تشجيعه وشكره بدون تدخل أو إزعاج بسبب أي أخطاء يرتكبها.

ويضيف عاطف أنه قد يفاجئ العديد من الأهل بأطفالهم وهم يرسمون على الأغطية وكراسي غرفة الضيوف ويحفرون بالأقلام على الجدران، ثم يبحثون عن حلول لإخفاء تلك الأعمال الفنية غير المرغوب فيها. ولكن ماذا لو استغللنا شغفهم ورغبتهم في التعبير الفني؟، يمكننا تخصيص جدارٍ لطفلنا، بمساحة واسعة تتناسب مع طوله وبدون عوائق في تلك المنطقة المخصصة للرسم. يمكننا أن ندهن ذلك الجدار بطلاءٍ يسهل مسحه، أو نختار نوعًا من الألوان التي يمكن إزالتها، أو نلصق ورقًا على تلك المساحة ونتركه يلهو لساعات طويلة، مع تشجيعه واحتفائنا بتطوره.

وتابع عاطف أنه من المفضل أيضا إعداد كراسة رسم أو عدد من الأوراق المقوى الكبيرة وإلصاقها على الحائط، واستعمال أقلام ملونة وطباشير. ثم اطلب منه أن يقوم بصنع رسوم متحركة خاصة به، تحتوي على قصة وشخصيات جيدة وشريرة، ثم انتظر حتى ينتهي ويعود إليك ليروي لك قصة البطل. يمكنك استخدام هذه اللعبة لتعليمه مبادئ فن الرسم والقصة البسيطة مثل تلك الموجودة في قصص الأطفال، ثم قم بإعطاء طفلك مهمة واجعله يدرك أنها مهمة له ولك ولأشخاص آخرين يحبهم، مثل رسم صورة لوالده أو تصميم هدية للجدة أو لأحد أصدقائه بدلاً من شراءها جاهزة. يمكنك أيضًا إرشاده حول كيفية إعادة تدوير الورق المستخدم باستخدام صحن لعجن الورق والغراء، وتشكيله لصنع كرات للعب أو صنع مجسم لبطله المفضل. إذا شعر الطفل بأهمية ما يقوم به، فلن يشعر بالملل أو الاستياء أثناء العمل على مهمته بشكل مستقل.

ومن جانبها، تقول الدكتورة نورهان الغرباوي، أخصائية تخاطب وتنمية مهارات: قم بتصميم خطة لإخفاء شيء ما في مكان مجهول داخل المنزل، وقدمي له دليلاً مرسومًا أو مكتوبًا بمفردات يفهمها، مثل الحرف الأول من ذلك الشيء ولونه وكيفية استخدامه. ثم اتركيه يبحث عن الشيء في جميع أنحاء المنزل. لا تخفي عنه اللعبة التي يحبها كثيرًا حتى لا يتوسل إليك لمساعدته، بل اجعليها مكافأة مجهولة بالنسبة له، مثل قطعة حلوى أو عملة معدنية يمكنه جمعها لشراء لعبة جديدة، أو بطاقة يمكنه استخدامها لتحديد وجبة العشاء في تلك الليلة. بهذه الطريقة، ستساهمين في تطوير مرونته الجسدية والذهنية.

وتتابع: يمكنك ملء وعاء كبير من البلاستيك أو حوض الاستحمام بكمية مناسبة لطول طفلك، وأغلقي المياه أثناء فترة اللعب. إذا كان طفلك صغيرًا نسبيًا، ثم ألقي بألعابه مثل السيارات والدمى والحيوانات البلاستيكية والكرات وما إلى ذلك، مع استبعاد الألعاب التي تحتوي على أجزاء إلكترونية. دعي طفلك ينظف ألعابه، واحرصي على توفير مناشف لتجفيفها، وحددي مكانًا لترتيبها.

وتشير إلى اعتياد و تشجيع الأطفال على القراءة منذ الصغر، وذلك عن طريق توفير مكتبة خاصة بهم حيث يمكنهم اختيار الكتب التي يرغبون في قراءتها. ومن الأنشطة المهمة التي يمكنك التركيز عليها خلال إجازة نصف العام هي القراءة، والاهتمام بالنقاش حول الكتب التي يقرأها ابنك/ابنتك في اجتماع أسبوعي يعقد في نادي القراءة، وقد يشارك فيه أطفال آخرون محبين للقراءة.

وتضيف أن إجراء تجارب واختبارات علمية بسيطة في إطار أنشطة تعليمية للأطفال داخل المنزل، يساعد على تعزيز مهاراتهم الفكرية ويحفز الحس العلمي لديهم. وإذا كان الطفل مهتمًا ومحبًا للعلوم، فيمكنه اللعب ب”السلايم” أو خلط مكونات مختلفة للحصول على نتيجة غير متوقعة. ويبدو أن هذه هي الطريقة الأفضل للتعلم والتسلية في المنزل.

من جانبها، ترى الدكتورة شيماء شعبان، طبيبة تخاطب وفرط حركة لدى الأطفال، أنه بجانب التعلم والاستفادة، يتمنى الأطفال أن يشعروا بالحرية والتخلص من أعباء الدراسة خلال فترة الإجازة. لذلك، يجب أن تتضمن الأنشطة المنزلية خلال إجازة نصف العام أفكارًا مسلية تهدف إلى أن تملأ حياتهم بالسعادة والبهجة، وتمنحهم وقتًا ممتعًا مع أفراد أسرهم وأصدقائهم. قوموا بتحديد فيلم لابنكم/ابنتكم واتفقوا على عرضه في المنزل كما لو كنتم في حفلة سينما. بعد تجهيز الفشار والوجبات الخفيفة، تأكدوا من مشاركة جميع أفراد العائلة. ومن الأشياء التي يحبها الأطفال هو تجربة الشعور بأنهم في عرض أزياء. يمكن للآباء أن يشاركوا الأطفال في هذه اللحظات عندما يجلسون كمشاهدين ينتظرون دخول الطفل بزيه المختار بعناية ويسير على السجادة الحمراء، ثم يتغير الزي ليظهر بزي آخر.

وتؤكد شعبان على أنه يجب أن نترك الأطفال يعبرون عن خيالهم الواسع بدون حدود، وأن نشجعهم على كتابة مشهد أو قصة، ثم يقومون بتمثيلها وعرضها لباقي أفراد العائلة. لتغيير النمط الشائع بين معظم الأطفال، وهو لعب ألعاب الفيديو عبر الإنترنت، يمكن اختيار لعبة لوحية مميزة قديمة أو حديثة، وتحفيز الطفل على مشاركة عائلته في اللعب، مثل لعبة السلم والثعبان والليدو ومونوبولي والشطرنج، وبذلك تتشارك العائلة وقتًا ممتعًا معًا، وتصنع ذكريات لا تُنسى، كما أن الألعاب اللوحية تنشط العقل وتحسن مهارات السرعة البديهة والذكاء وتزيد من قدرته على التركيز.

وبشكل عام، يعتبر بناء شخصية الأطفال استثمارًا مهمًا للوالدين، ويتم ذلك من خلال تعزيز الصفات والسمات الإيجابية والمفيدة عن طريق الدور التعليمي والتربوي. ويمكن تحقيق ذلك من خلال تقديم أنشطة متنوعة تكون محفزة ومشجعة وتأخذ في الاعتبار الاختلافات الفردية بين الأطفال. الهدف النهائي هو تطوير وتعزيز شخصية الطفل، بما في ذلك تعزيز القيم الأخلاقية مثل النزاهة واللطف والمثابرة والحب والصدق والمسؤولية والأخلاق الحميدة، بالإضافة إلى تطوير المهارات والمعرفة لدى الأطفال. وهذا لا يعود بالنفع على الطفل فحسب، بل يعود بالنفع على المجتمع بأكمله، حيث يساهم في تشكيل جيل فاعل وإيجابي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *