إدمان الطفل للموبايل.. بداية الطريق للإصابة بالتوحد
كتب: مريم أحمد
اخر المواضيع
الأكثر قراءة
رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء
رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء كتب: روضة سعد – هاجر سامح في حوار شيّق أجراه فريق عمل مشروع أول خطوة مع الأستاذ حسين الزناتي، رئيس…
الاستخدام المفرط للموبايل يمكن أن يكون سبباً مباشراً لإصابة الطفل بالعديد من الأضرار النفسية والعصبية، فالدراسات تحذر دائماً من مخاطر استخدام أطفالنا للهواتف بلا توقف، حيث يتحولون ببطء إلى الإدمان، فضلاً عن إضعاف نمو وتطور الأطفال عندما يستخدمونه بلا حدود. وهناك حقائق مثبتة مفادها أن إدمان الهواتف الذكية لدى الأطفال يؤدي إلى القلق والتوتر وفرط الحركة، وعندما يستخدمه الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين إلى 6 أعوام، فإنهم يكونون أكثر عُرضة للإصابة بالتوحد وفقدان القدرة على التواصل.. التقرير التالي يدق ناقوس الخطر.. فهل تستجيب الأمهات؟
تقول الدكتورة هبة العيسوي، أستاذة الطب النفسي بجامعة عين شمس، إنه يوجد ما يسمى “متلازمة الشاشة الإلكترونية” والشاشة تشمل (الموبايل – التاب – الكمبيوتر – التلفزيون) هذه المتلازمة عبارة عن اضطراب في العصب البصري ومشاكل سلوكية مثل العنف والإحباط والبكاء والغضب لأسباب لا قيمة لها، مع فرط حركة ومشاكل في الانتباه تؤدي إلى تشتت في الأعمال الأخرى.
تقول الدكتورة هبة العيسوي، أستاذة الطب النفسي بجامعة عين شمس، إنه يوجد ما يسمى “متلازمة الشاشة الإلكترونية” والشاشة تشمل (الموبايل – التاب – الكمبيوتر – التلفزيون) هذه المتلازمة عبارة عن اضطراب في العصب البصري ومشاكل سلوكية مثل العنف والإحباط والبكاء والغضب لأسباب لا قيمة لها، مع فرط حركة ومشاكل في الانتباه تؤدي إلى تشتت في الأعمال الأخرى.
وتضيف العيسوي أن التوحد ليس له علاقة باستخدام الشاشات أو بإدمان الأطفال للموبايل، فالتوحد اضطراب تطوري بمعنى أن الطفل مولود ولديه خلل كيميائي، حيث تنمو خلايا المخ بشكل جيد لحين وصول الطفل لسن سنتين أو ثلاث سنوات، لكنه بعد هذا السن يتوقف النمو لديه في بعض الأمور، مثل توقف نمو المشاعر وبطء الكلام ثم تزداد مع الوقت اضطرابات التوحد، ومن الممكن أن يصاب الطفل بالمرض إذا كان يوجد تاريخ مرضي في الأسرة، فهذا يساعد على إصابته بالمرض بصورة أسرع.
الدكتورة هبة العيسوي
وأوضحت هبة العيسوي، أن استخدام إدمان الموبايل ليس سببا مباشرة لمرض التوحد ولكنه يساعد على ظهور المرض مبكراً عن ميعاده، وبالتالي يجب على الأمهات في مرحلة ما قبل 3 سنوات ألا يتعرض الطفل للموبايل بحجة التسلية لأن الطفل لا يتسلى بل يتأذي، ومن مرحلة ما بعد 3 سنين إلى 5 سنوات، يمكن أن يبدأ استخدام الموبايل لمدة تتراوح بين ١٠ دقائق لـ20 دقيقة في اليوم، وفيما بعد 5 سنوات يبدأ الطفل في استخدام الموبايل في المذاكرة ولكن تحت إشراف الأم ولا تتخطى مدة الاستخدام ساعة ونصف يوميا، وذلك على فترات متقطعة لأن الجلوس أمام الموبايل كثيرا يؤثر على عضلات الرقبة والظهر.
أما الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، فيقول إن مخاطر الاستخدام المفرط للموبايل يؤثر على نشاط المخ، وبالتالي يقلل التركيز والانتباه ويؤدي إلى ضعف الذاكرة ويؤثر على العصب البصري، ويوجد بعض الأطفال يكون لديهم الاستعداد لمرض الصرع فيقوم الموبايل بتهييچ البؤرة الصراعية، وثبت علمياً أن استخدام الموبايل يؤدي إلى نوبات صرعية.
وأكد فرويز، أن التوحد مرض چيني وراثي يبدأ من عمر سنة إلى سنة ونصف، وهناك فرق بين التوحد والانطوائية، فالانطوائية تجعل الطفل بمفرده لفترة طويلة ولا يشارك في أي تفاعلات اجتماعية، وبالتالي يصبح الشخص انطوائيا ولكن ليس متوحداً، والإفراط في استخدام الموبايل لفترة طويلة يؤثر على قدرات الطفل في التعلم والاستيعاب الدراسي، ولا يوجد سن معين لاستخدام الموبايل، فكل سن وله عدد ساعات معينة، ولكن إذا كان عمر الطفل أقل من ٦ سنوات، فإنه يكفي ساعة ونصف يومياً ومن ٦ لـ ١٢ سنة من ساعتين إلى ٣ ساعات، وهذا في حالة الطفل السليم أي الذي لا يعاني أي مشاكل مرضية، ولكل حالة عدد ساعات معينة، وتكون هذه الساعات متفرقة، وليست وقتاً واحداً، وأفضل استخدام للموبايل هو عندما يستخدمه الطفل بعدد ساعات مناسب لعمره، ويجب أن تكون هناك بدائل للطفل حتى يستطيع أن يستغني عن الموبايل مثل قراءة القصص وممارسة الهوايات والألعاب الرياضية.
د. علي شوشان
ومن جانبه، يوضح الدكتور علي شوشان، استشاري الطب النفسي، أن هناك دراسات موثوق بها حول إصابة الطفل بالتوحد، تشير إلى أنه ينشأ مع الاستخدام الدائم والمفرط للموبايل، أي استخدامه طوال اليوم، وذلك يؤثر على علاقة الطفل بزملائه وأهله ويؤدي إلى التشتت، وبالتالي يعاني الطفل من بطء في التركيز والاستيعاب في التعليم، كما يفقد التركيز بين المهم و الأهم، وتكون كل أولوياته للموبايل، وبالتالي ننصح باستخدام الموبايل لوقت معين، وأن يقتصر على تشغيل بعض الأغاني للأطفال وأفلام الكرتون التي يوجد بها ألوان وحركات كثيرة لجذب انتباه الطفل وتنمية مهاراته، ومن هنا يجب أن يكون الاستخدام معقولاً وتحت إشراف الأمهات والآباء ولمدة محدودة وليس طوال اليوم، وننصح الأمهات بترتيب اليوم في حياة الطفل فيجب أن يكون هناك وقت معين للنوم ووقت آخر لاستخدامه للموبايل وأن يكون هناك وقت للمذاكرة، وعندما يستخدم الطفل الموبايل يجب اقتصار الاستخدام على مشاهدته مقاطع مفيدة ومهمة وليس مجرد تضييع وقت.
وحول طريقة تعامل الأمهات مع أطفالهن، تقول جهاد أم لارا، “إنا مانعة الموبايل نهائي، وأفلام الكرتون على التلفزيون بوقت محدد لأنه يتسبب في تشتيت الانتباه وعدم التركيز وفرط الحركة، وممكن الموضوع يتطور لدرجة الإصابة بالتوحد مع كثرة استخدام الموبايل ومشاهدة أفلام الكرتون، فالطفل بذلك يخلق عالماً خاصاً يعيش فيه بعيداً عن الواقع والحياة الطبيعية، ولذلك أستبدل الموبايل بوسائل مفيدة لتنمية مهارات أطفالي مثل ألعاب فك وتركيب، وألعاب بازل وأشكال وكلمات, أما استخدام الموبايل بشكل جيد فيتم للتحفيزمثل برامج مفيدة وأيضاً بوقت محدد مثل برامج ( – Jolly phonics – Adnan Super kids tasks – Duolingo ).
وتقول سناء أم آية: أقوم بتحديد مدة معينة لاستخدام الموبايل مثلاً ساعة في اليوم كفاية، كما لاحظت أن ابنتي تستخدم الموبايل كثيرا، وبالتالي يقل تركيزها في المذاكرة ويحدث تشتت، فما تشاهده لا يناسب عمرها، لذلك أتدخل وأفرض عليها برامج تناسب عمرها.