التنمر يغتال البراءة.. علِّم طفلك كيف يدافع عن نفسه؟
كتب: حنين هاني
اخر المواضيع
الأكثر قراءة
رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء
رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء كتب: روضة سعد – هاجر سامح في حوار شيّق أجراه فريق عمل مشروع أول خطوة مع الأستاذ حسين الزناتي، رئيس…
يتعرض أطفالنا أحيانا للتنمر والإساءة في مرحلة الروضة، وهو ما يؤثر بشكل سلبي على حالتهم النفسية، وأثبتت الدراسات أن الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة يتعرضون للتنمر الذي يترك في أعماقهم تأثيرات عاطفية مخيفة ومزعجة، ويعاني منها الكثير من الأطفال وتسبب لهم أضرارا نفسية وجسدية وتدمر ثقتهم بأنفسهم إذا تم التعامل مع هذه المواقف بأسلوب خاطئ، ولذلك يجب الحد من تلك التصرفات والسلوكيات غير الإنسانية، ومعرفة الطرق الصحيحة والإيجابية للتعامل مع الأطفال الذين يقعون ضحية للتنمر.
يقول الدكتور محمود غلاب، استشاري الطب النفسي، إن التنمر له العديد من الأضرار على الصحة النفسية للطفل وهو من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى تدمير الثقة بالنفس و الانعزال والانطوائية، وذلك يُؤخر من النمو النفسي والاجتماعي للأطفال، أيضًا يؤثر على اتخاذ القرارات وتكوين العلاقات والصداقات، ويسبب القلق والشعور بالخوف والميل إلى العزلة والاكتئاب، موضحًا أن الأطفال الذين يكونون عرضة للتنمر هم من لا يتعاملون مع الآخرين.
أما الدكتور علي شوشان، أخصائي الطب النفسي، فيقول إن التنمر من أكثر الأشياء التي تؤدي إلى شعور الطفل بالنقص والفشل والإهانة غير المبررة سواء كانت على اللون أو الصحة، ويختلف تأثير التنمر من طفل لآخر والبعض لديه القدرة على التعامل مع المتنمر، ولكن هناك بعض الأطفال لا يستطيعون مقاومته ويؤثر عليهم بشكل كبير.
وأضاف شوشان، أن الأطفال بحاجه إلى التوجيه لمواجهة التنمر، ومعرفة طريقة التعامل في هذه المواقف، ويجب على الآباء والأمهات تثقيف أبنائهم وغرس القيم والمبادئ في الأطفال واحترام الآخرين، وأن هناك اختلاف بين الأفراد مثل الاختلاف في اللون والبشرة والوزن والصحة، ويجب عليهم تقبل فكرة الاختلاف والتنوع بين الأشخاص وأن هذه الأشياء طبيعية بين البشر.
ويقول الدكتور مصطفى عبدالحميد، أخصائي الطب النفسي، إن بعض الآباء والأمهات يقعون في خطأ كبير وقد يمارسون التنمر والتمييز دون إدراك أو قصد، من خلال التركيز على التصنيفات والتفرقة بين الأشخاص، وقد يقومون بهذا السلوك أمام أبنائهم، فينشأ الأبناء على هذه الصفة السلبية، ويفعلون نفس الأشياء التي يفعلها الآباء والأمهات، حيث يقومون بالتنمر على أقرانهم في المدرسة أو الحضانة، ولذلك يجب على الآباء والأمهات عدم التصنيف والتفرقة في المعاملة بين الأشخاص على أساس معين.
وأضاف عبدالحميد، أنه يجب على الآباء والأمهات توجيه وتوعية أطفالهم لمعرفة كيفية التصرف بشكل صحيح في تلك المواقف وتعليم الطفل سلوكيات بديلة عن العنف، موضحًا أن هناك جزءاً وقائيا يكون من خلال التنشئة الاجتماعية وحدوث تعلم مباشر للطفل وتعلم غير مباشر، وجزءاً آخر علاجياً وتعليمياً لمعرفة الأطفال كيفية التصرف في تلك المواقف وكيفية علاجها بشكل إيجابي وتعليم الأطفال الأساليب الإيجابية لمواجهة التنمر أو عند تعرضهم للإيذاء مثل التصرف في المواقف دون ضرب وعنف وعصبية، ويجب أن يعرف الطفل أن هناك تقدير مبدئي للمواقف.
وينصح عبدالحميد، الآباء والأمهات بتجنب توجيه اللوم للأطفال وشعورهم بالنقص، وإنما يجب أن يتم مناقشتهم بشكل موضوعي، وتعريف الأطفال طرق وأساليب للتصرف والتعامل مع المواقف والأشخاص بشكل إيجابي بعيدًا عن الأساليب السلبية التي تؤثر على نفسية الأطفال مثل اللوم والشعور بالذنب.
ويذكر غلاب أن هناك العديد من النصائح التي يجب توجيهها للآباء والأمهات ومنها توجيه الأطفال لمواجهة التنمر ومعرفة الطريق الصحيح لدفاع الطفل عن نفسه سواء لفظيًا أو جسديًا وألا يتسبب في إيذاء الآخرين ولا يعتدي عليهم أو يسبب إهانه لشخص أو يقلل من شأنه أو غير ذلك، كما يجب أن نعلم الطفل كيف يدافع عن نفسه ويواجه التنمر دون أن يكون هو المتنمر، ونوضح أيضًا لأطفالنا أنه لا يحق التنمر عليهم من أي شخص.
كما أوضح عبدالحميد، أن هناك العديد من الدورات المتخصصة والحملات وورش العمل ومراكز التربية للأطفال، حيث تساعد الأمهات في معرفة أضرار ومخاطر التنمر على الأطفال وكيفية التعامل مع الأطفال في تلك المواقف وطريقة إعداد الأبناء لمواجهة التنمر، موضحًا أنه يجب على الأمهات دعم أطفالهم عن طريق تعزيز الصفات الإيجابية لزيادة الثقة بأنفسهم، ويجب التمييز بين الدفاع عن أنفسهم وبين الاعتداء على الآخرين في تلك المواقف.