د. صفاء أبو العزم في حوار خاص: التمييز بين الأبناء يخلق الغيرة والعداوة
كتب: حنين هاني
اخر المواضيع
الأكثر قراءة
رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء
رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء كتب: روضة سعد – هاجر سامح في حوار شيّق أجراه فريق عمل مشروع أول خطوة مع الأستاذ حسين الزناتي، رئيس…
تزداد المشكلات النفسية للأطفال بسبب التمييز بين الأبناء، فهناك الكثير من الآباء والأمهات يقومون بالتفرقة في المعاملة بين الأبناء من خلال تفضيل طفل على الآخر، وفي بعض المجتمعات الشرقية يميزون الولد عن البنت أو يميزون الطفل الأصغر عن الطفل الأكبر أو المقارنة بين الأقارب وبعضهم، ويترتب على التمييز بين الأبناء مخاطر وأضرار نفسية واجتماعية عديدة، تكشف عنها الدكتورة صفاء أبو العزم، استشاري الطب النفسي والتربية الخاصة في حوارنا الخاص معها، حيث أكدت أن التمييز بين الأبناء يتسبب في تشتيت الترابط الأسري وإلحاق الضرر بنفسية الطفل.
يترتب على التمييز بين الأبناء مخاطر عديدة.. متى يظهر هذا التمييز؟ وكيف يؤثر في الحالة النفسية للطفل؟
تظهر التفرقة بين الأبناء من خلال تعامل الأبوين مع الأبناء وتمييز طفل على الآخر في المعاملة، أيضًا تظهر التفرقة من خلال المقارنة بين الأبناء، وذلك يتسبب في حدوث مشاكل سلوكية واضطرابات نفسية كثيرة منها اضطراب النوم والتبول اللاإرادي، لأن الأطفال بطبيعتهم يلاحظون دائما الاختلاف في طريقة التعامل معهم.
لماذا يُفضل بعض الآباء والأمهات طفلاً معينًا عن بقية الأبناء؟
غالبًا ما يكون هذا التفضيل غير مقصود، ولكنه يحدث بسبب قلة الوعي عند الآباء، بالإضافة إلى ميول الأب أكثر للابن المطيع لأنه يشعر بأنه منتبه لديه أكثر ويحقق كل طلباته، مما يتسبب في شعور الطفل تجاه شقيقه “المفضل من قِبل أبيه” بالغيرة وهذا يؤثر بشكل سلبي على علاقته بشقيقه، وينعكس أيضًا في طريقة تعامل الأبناء مع الآباء عندما يشعر الطفل بعدم حريته وطريقة التعامل الأنسب لديه يزداد أكثر في العناد وذلك يؤثر على الذاكرة من خلال تكوين الأفكار والمشاعر لدى الأطفال أيضًا تقل قدرته على التركيز.
هل يكون التمييز لصالح الأولاد أكثر أم لصالح البنات؟
في بعض المجتمعات الشرقية يكون هناك تمييز في التعامل مع الأولاد أكثر من البنات، لكن غالبا ما يكون شعور الأب والأم بالمسؤولية الاجتماعية أو الشعور بالمسؤولية بصفة عامة أكثر تجاه البنات مقارنة بالأولاد، وذلك من باب الخوف عليهن، لكن التمييز في المعاملة لصالح الأولاد يرجع لعدة عوامل منها الاعتقاد بأن البنات أقل قيمة من الأولاد، أيضًا يكون هناك تفرقة في المعاملة من خلال تدليل الابن أكثر من الابنة وربما تكون الابنة هي التي تتحمل مسؤولية الأسرة وهناك بعض الأسر تتعامل العكس مع الأبناء فتقوم بتدليل البنات عن الأولاد، وذلك يسبب الكثير من المشكلات داخل الأسرة.
هل يزيد التمييز بين الأخوة غير الأشقاء؟
من الممكن أن يزيد التمييز بين الأخوة غير الأشقاء، لأن في بعض الأحيان يتعرض أحد الأبوين للوفاة أو الانفصال مما يضطر أحدهما للزواج مرة أخرى، ومع مرور الوقت يصبح للطفل أخوة غير أشقاء، ويقع على عاتق الأبوين تربية الأخوة غير الأشقاء على المحبة والتآلف والمساواة والتفهم والنقاش المتبادل لإنشاء أسرة متكاملة، لتجنب حدوث مشكلات وخلافات بينهم.
ما هي مخاطر التمييز بين الأبناء الأشقاء وغير الأشقاء؟
هناك مخاطر كثيرة نتيجة التمييز بين الأبناء الأشقاء وغير الأشقاء ومنها مخاطر نفسية من خلال التأثير على الصحة النفسية للطفل، فضلاً عن التأثير على تعاملهم مع بعضهم بعضاً، ويؤثر التمييز أيضًا على التركيز والانتباه، وقد يتسبب في حدوث اضطرابات لغوية عند بعض الأطفال وصعوبات في التعلم، بالإضافة إلى تشتت في الانتباه وفرط في الحركة، وذلك من أحد أسباب حدوث تمييز بين الأبناء وتفضيل طفل على الآخر.
كيف نتعامل مع التمييز بين الأخوة غير الأشقاء ونقربهم من بعض؟
وعي الأبوين في هذه المرحلة مهم جدا، لذلك يجب على الأبوين تجنب المشكلات والصراعات بينهم ومحاولة التقريب بين الأخوة غير الأشقاء في التجمعات العائلية أو في المناسبات والتحدث معهم بالمحبة عن أهمية الأخوة والعلاقات الإنسانية بينهم والتحدث معهم عن وجود أخوة آخرين غيرهم، ومن الممكن شراء بعض الألعاب أو ممارسة بعض الأنشطة لتقريب الأخوة غير الأشقاء من بعضهم.
التمييز يخلق الغيرة بين الأطفال.. هل هناك حل لمنع هذا الضرر؟
تأثير التمييز ينعكس بالفعل في حدوث غيرة بين الأطفال وخصوصا عندما يكون السن متقاربا، وتكون متطلباتهم متقاربة، لذلك تحدث غيرة بينهم ويجب أن نراعي متطلبات الأبناء وعدم التمييز في المعاملة أو الأسلوب بينهم، وفي السن المتباعد نتحدث مع الابن الأكبر على طريقة التعامل الصحيحة مع الأخ الأصغر ونزرع بينهما الحب والاحتواء، وعند تعامل الأطفال مع بعضهم يجب عدم حدوث تجاوز أو عنف في المعاملة بين الأبناء، وذلك لأن الطفل الأكبر يكون لديه قدرة على الاستيعاب عن الطفل الأصغر، ولكننا نتحدث أيضًا مع الطفل الصغير أنه يجب أن يحترم الأخ الأكبر.
كيف يمكن للتمييز بين الأبناء أن يخلق عداوات بين الأخوات وبعضهم؟
يخلق التمييز بين الأبناء عداوات من خلال الاختلاف في الشكل من حيث اللون والبشرة والشعر، أيضًا طريقة التعامل والعقاب خاصة العقاب الذي يسبب أضراراً على نفسية الطفل.
كيف يؤثر التمييز بين الأبناء على تماسك الأسرة؟
التمييز بين الأبناء يؤثر على الأسر غير المستقرة والتي يكون بها صراعات داخلية وتحدٍ بين الأبناء، وذلك يُكون طاقة سلبية داخل الأسرة وتظهر مظاهر الكراهية والعنف والسلوكيات العدوانية بين الأبناء، وذلك يتسبب في تشتت الترابط الأسري ويتسبب أيضًا في عدم الثقة بالنفس وعدم الانتباه للطفل.
ما هي الحلول لتجنب التفرقة بين الأبناء؟
أولاً- تنمية الوعي لدى الآباء والأمهات، من أجل أن يعرفوا كيفية تربية الأبناء بطريقة إيجابية.
ثانيًا- إدراك الأبوين أن هؤلاء الأطفال جميعًا أولادهم، وأن هناك شخصيات مختلفة ومتغيرة للأطفال بمعنى أن هناك أطفال سريعو الانتباه ولديهم قدرة سريعة على التركيز وهناك أطفال آخرون يحتاجون إلى بذل مجهود بسبب عدم قدرتهم على التركيز والانتباه، وهذا ما يسمى بالفروق الفردية لدى الأطفال، وهو ما يستوجب معاملة كل طفل حسب قدرته على الاستيعاب لأن كل طفل لديه قدرات خاصة وشخصية تختلف عن الطفل الآخر.
ثالثًا- يجب على الأبوين تنمية شعور العدل في التعامل مع الأطفال وعدم التفرقة بينهم واحترام الشخص الأكبر والعطف على الصغير.
هل هناك نصائح تربوية توصين الآباء والأمهات بها؟
نعم.. القراءة في التربية الإيجابية بطريقة صحيحة من خلال مراجع وكتب حديثة. وعدم أخذ الخبرات من الأشخاص المقربين، لأن الظروف والمواقف والتجارب داخل كل أسرة تختلف عن الأخرى، ولكن يمكننا أن نأخذ الخبرات الإيجابية من خلال الخبرات العلمية. أيضا من المهم تجنب السلوكيات العنيفة أمام الأبناء، وعدم وصف الطفل بشكل سلبي أو إهانة الطفل بأي شكل لأن ذلك يسبب مشاكل نفسية كثيرة منها عدم الثقة بالنفس والانطواء والميل للعزلة عن المجتمع فضلا عن مشاعر العنف والكراهية.
وفي حالة استقبال مولود جديد مهم جدا حدوث إعداد للأسرة بالكامل لاستقباله خاصة للأبناء وذلك من خلال النقاش مع الأبناء وحدوث ارتباط بينهم وبين المولود الجديد بصورة إيجابية. ويجب على الأبوين ملاحظة السلوكيات الخاطئة عند الأبناء مثل حدوث تبول لاإرادي أو حدوث تراجع في المستوى التعليمي، ويجب البحث وراء المشكلة لمعرفة السبب ومعالجة السلوكيات بطريقة صحيحة.