فوائد إيجابية لتربية الطفل للحيوانات الأليفة في المنزل
كتب: مريم مدحت – حميدة عبد المحسن – منى ناصر
اخر المواضيع
الأكثر قراءة
رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء
رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء كتب: روضة سعد – هاجر سامح في حوار شيّق أجراه فريق عمل مشروع أول خطوة مع الأستاذ حسين الزناتي، رئيس…
تلعب الحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب دوراً كبيراً في نفسية الطفل، وذلك لتعليم الطفل الكثير من القيم والمبادئ مثل زرع الرحمة بداخله تجاه كل شيء، فضلا عن تعلمه الإحساس بالمسؤولية في مراعاة الحيوان الأليف، والذي يحتاج بطبيعة الحال للعديد من الأشياء المهمة من بينها: الاهتمام بمواعيد أكله، ونظافته، ومواعيد تطعيماته والرعاية البيطرية الواجبة له، وعند مرضه يتعلم الطفل أيضاً كيفية الاعتناء به وبأدويته حتى تمام شفائه.
ويتعلق الطفل بالحيوان الأليف الذي يقوم برعايته في المنزل، حيث تتحول العلاقة لما يشبه الصداقة، ومع الوقت يشعر الطفل بأن الحيوان يبادله إحساس الحب والوفاء والاهتمام أيضا، ومن هنا يكتسب الطفل العديد من الصفات الإيجابية.
ووفقا لبعض الدراسات العلمية الغربية، تعمل الحيوانات الأليفة على إنتاج وزيادة هرمون “الدوبامين” الذي يُعد أحد الهرمونات التي تلعب دوراً أساسياً في شعورنا بالسعادة، ويسهم أيضاً تعزيز مستويات هذا الهرمون في الجسم في تحسين الحالة المزاجية، وتساعد الحيوانات على معالجة بعض أنواع الاكتئاب لدى الأطفال وتحسين حالتهم المزاجية وخلق جو من المرح، فاللعب مع الحيوان الأليف ومصاحبته يجعل الطفل سعيدا ويبتعد عن أحزانه وذلك بسبب انشغاله التام به.
في هذا الإطار، يقول الدكتور عمر المنديلي، أخصائي تعديل سلوك: “الحيوانات الأليفة تسهم في تربية الطفل فتخلق بداخله الكثير من المعاني والأحاسيس، من بين هذه المعاني الإحساس الرحمة فالتعامل مع الحيوانات يخلق بداخل الطفل شعورا جميلا بالعطف والرحمة، فلا تجعله شخصاً قاسياً، وإنما تجعله يشعر بمن حوله ويتعاطف معهم، أيضا تربية الحيوانات الأليفة بالمنزل تسهم في تربية الطفل على الإحساس بالمسؤولية بداخله، فالاعتناء بذلك الحيوان يضع الطفل أمام مسؤولية كبيرة، وبالطبع الحيوانات الأليفة من الأسباب التي تساعد في إنتاج هرمون الدوبامين أحد هرمونات السعادة فذلك يبعد الطفل عن الاكتئاب ويجعله سعيداً ومرحاً ومقبلاً على الحياة أكثر”.
ويضيف المنديلي أن التوعية الصحيحة للطفل تبدأ بكونك قدوة لطفلك في حسن التعامل مع الحيوانات وعدم إيذائها والمحافظة على حقوق الحيوان، فالطفل يراقب تصرفات والديه ويقلد سلوكهم، وتشجيع الطفل على السلوك الصحيح بعبارات تشجيعية ومكافأتهم بجوائز بسيطة يساعد في تهذيب مشاعر الطفل وتربيته بشكل جيد، أيضاً من الممكن اصطحاب الطفل لإطعام الحيوانات بأطعمة صحية وتقديمها لها، والذهاب معهم لزياره الحدائق المخصصة للحيوان، لأن من خلالها يمكن للطفل رؤيه الحيوانات والتعرف عليها، وعلى بيئتها، من المهم أيضاً قراءة القصص عن الحيوانات وفضل الرفق بها مثل قصة الرجل الذي دخل الجنة بسبب أنه سقي الكلب، ونذكرهم دائماً بأن من يحب الله لا يؤذي مخلوقاته، وأن الحيوانات كائنات حية مشتركة معنا في الأرض ووجودها مهم، فهي تحتاج إلى رعاية واحترام مثلما يحتاج الإنسان، ولديها مشاعر ولها حقوق أيضاً، ولابد من التعامل معها بلطف وعدل ومحاولة إظهار أفضل الطرق للعب مع الحيوانات، والاقتراب منها دون خوف أو قلق والتحدث بهدوء لعدم إخافتها، واستخدام وسائل الاتصال المرئي مثل الأفلام والفيديوهات التعليمية لتوضيح أهمية العطف على الحيوان، ومن الممكن أيضاً تحفيز الطفل على المشاركة في الجهود الخيرية المتعلقة بالحيوانات مثل المشاركة في تبرعات لدعم منظمات الرفق بالحيوان، ومن خلال هذه الأنشطة سيكتسب الطفل فهماً أعمق عن أهمية الحيوانات، فضلا عن زيادة إحساسهم بالمسؤولية نحوها والتوعية بالممارسة والتكرار والاستمرارية لتعزيز الوعي عند الطفل.
أما الدكتور حذيفة محمود، طبيب بيطري: فيقول إن الحيوانات كائنات لطيفة للغاية وبالطبع توعية الآباء في سن صغير للطفل يساعدة على معرفة طبيعة الحيوانات وعدم إخافتها، ومساعدتها، لأنه عندما نساعدهم ونمنحهم الشعور بالأمان والدفء، فإنهم يساعدوننا على التخلص من التوتر والضغط والقلق، ومن واقع عملي يأتي إليَّ كل يوم العديد من الزوار من بينهم أناس يهتمون بشدة بالحيوانات الأليفة ومعهم أطفالهم ومن وجهة نظري يجب العمل دائما على توعية الأطفال وتدريبهم على حب الحيوانات الأليفة، لأن الحيوان الأليف يتعلق جدا بالطفل ويلعب معه ويبادله الشعور بالحب والوفاء.