الإنكار لا يفيد.. لماذا تخفي الأمهات متاعب أبنائهن النفسية؟

الإنكار لا يفيد.. لماذا تخفي الأمهات متاعب أبنائهن النفسية؟

كتب: مريم مدحت

اخر المواضيع

الأكثر قراءة

رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء

رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء كتب: روضة سعد – هاجر سامح في حوار شيّق أجراه فريق عمل مشروع أول خطوة مع الأستاذ حسين الزناتي، رئيس…

المشاعر الرقيقة للطفل سهلة الخدش للغاية، خاصةً عندما تفرض البيئة المحيطة بعض الضغوط على الطفل، بحيث يصبح طرفا في هذه الضغوط  أو على الأقل مشاهداً ومتعايش مع كافة تفاصيلها، من هنا يُصبح الطفل أكثر عُرضة للإصابة المحتملة ببعض الاضطرابات والأمراض النفسية مثل القلق والخوف والتوتر ونوبات الاكتئاب، وتكمن الخطورة في هذه الحالة عندما تتجاهل بعض الأمهات هذه الأعراض، وإنكارهن لها.. في السطور التالية نقدم لكم روشتة خاصة جدا لوقاية أطفالنا من هذه الأمراض، فماذا يقول الطب النفسي؟ .. الإجابة في هذا التقرير. 

الطب النفسي للأطفال من التخصصات المهمة للغاية، ولا يمكن نهائياً الاستغناء عنه، فإذا كان الطفل يعاني بالفعل من أمراض ظاهرة وواضحة، فإن الأم يجب عليها أن تتحرك بسرعة وألا تتجاهل أي أعراض غير طبيعية تظهر على طفلها، خاصة وأن الطفل في بداية حياته يكون طوال الوقت مرتبطاً بأمه، حيث ترعاه وتهتم به وتلاحظ  جميع تصرفاته التي يقوم بها، وبالتالي لا يمكن تجاهل أو إنكار ما يحدث للطفل الصغير من أعراض نفسية بحجة أنه لا يزال صغيراً ولا يفهم ما يفعل.

يبدأ الإدراك عند الطفل الصغير من سن سنة فيبدأ يتكون لديه المعرفة  بالعالم وما حوله، ويبدأ في تمييز كل شيء، ومن هنا يجب أن تركز الأم جيداً مع الطفل ففي بعض الأحيان يظهر علامات واضحة على الطفل مثل صعوبة الإدراك، ومشاكل خاصة في فهم الأشياء من حوله، وعصبية مفرطة، علامات مبكرة لاضطرابات نفسية، في هذه الحالة قد تهتم الأم وتأخذ الأمور على محمل الجد فتذهب للطبيب المختص، أو  تنكر وتتجاهل الأمر بشدة، وفي هذه الحالة قد تزداد الحالة سوءاً لدى الطفل.

في هذا الإطار، يقول الدكتور محمد هاني، أخصائي الطب النفسي والعلاقات الأسرية: “يجب أن تعتني الأم بالصحة النفسية لطفلها، وألا تترك أي أعراض تظهر عليه دون استشارة الطبيب المختص، ويجب أن يتم تشخيص الأمراض النفسية عند الأطفال مبكراً أو عند بدايتها، ويتوقف نجاح علاج الطفل بناءً على مدى سرعة اكتشاف الأعراض، ومدى تأثير المرض على حياته اليومية، ففي هذه الحالة نبدأ بعمل فحص طبي كامل مثل تاريخ الإصابة النفسية والجسدية أو الصدمة العاطفية، والتاريخ العائلي للصحة النفسية والجسدية في الأسرة، وأيضا مراجعة الأعراض والمخاوف العامة مع الوالدين، ثم نبدأ المرحلة الثانية وهي إجراء مقابلات مع الأم والأب، و بناءً على ذلك نبدأ الجلسات العلاجية مع الطفل وملاحظته وتقييمه وعمل استبيانات موحدة للطفل ووالديه وهنا تبدأ مرحلة العلاج.

ويجب على كل أم الانتباه لطفلها، وأن تأخذ كل عرض من الأعراض التي تظهر مبكرا على الطفل بشكل جدي، وعدم إهماله والبحث والقراءة المستمرة من خلال كتب الطب النفسي للأطفال، والبحث على جوجل حول الأعراض المحتملة لبعض الأمراض، فضلاً عن مراقبة الطفل ومتابعة سلوكياته مع أقرانه ومع الأم والأب والأطفال من نفس عمره، ويجب عدم التأخر في الكشف المبكر واللجوء للمختص، وللأسف أحيانا الجهل بالشيء وعدم التثقيف حوله، يجعل الأمر يتحول لكارثة من الصعب التعامل معها، فإذا كانت الأم مهتمًّة وحريصة بصحة طفلها النفسية، فعليها استشارة الطبيب فورا عند ظهور الأعراض ووصف السلوكيات التي تراها غير طبيعية والتي تتمثل في فرط الحركة والنشاط، والخوف والقلق والتوتر والعصبية الزائدة والهلاوس والكوابيس وصعوبة الإدراك وصعوبة التركيز والميل للعزلة والانطوائية والتوحد. هناك العديد من الأمراض الأكثر شيوعاً عند بعض الأطفال في سن صغير، من بينها اضطرابات القلق والتي تتمثل في مخاوف أو جزع أو قلق مستمر يعوق قدرتهم على المشاركة في اللعب أو المدرسة، اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، واضطراب طيف التوحد وهو حالة عصبية تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، فضلا عن اضطرابات المزاج الأخرى واضطراب “الكرب” التالي للصدمة وهو اضطراب عاطفي طويل.

أما الدكتور منير سالم، استشاري الأمراض النفسية والعصبية، فيقول: “بالطبع الجهل بالأمراض النفسية التي قد يتعرض لها الطفل أو تجاهلها وإنكارها من قِبل الأمهات يؤدي إلى تفاقم المشكلة لدى الطفل، ويصبح الأمر خطيراً للغاية، لذلك يجب على كل زوج وزوجة القراءة الدائمة والتثقيف المستمر بالطب النفسي، ومراجعة الطفل وسلوكه بشكل مستمر، فهذا يساعدنا كثيراً في التشخيص واكتشاف المرض مبكراً والعلاج “.

ويشير سالم إلى أن هناك أمهات لا تريد الاعتراف بمرض الطفل، وتصف اللجوء للطبيب النفسي بوصمة عار كبيرة، وهذا خطأ كبير لأن المرض النفسي كالمرض الجسدي بل أنه أشد خطورة منه بالتأكيد، لأن تفاقمه مع مرور الزمان من الممكن أن يخلق مشاكل كبيرة لا نستطيع حلها، ولذلك نؤكد دائماً أن اللجوء للطبيب النفسي أمر مهم للغاية مثل اللجوء لأي طبيب آخر عند مرض الطفل. ويجب أن نعلم أن تعب الطفل  نفسياً أمر صعب للغاية، وأن هذا المرض النفسي له أعراض وأشكال عديدة، وهناك العديد من الأمراض التي تصيب الأطفال ويجب الانتباه لها، وعند ظهورها يجب التوجه لأخصائي لسرعة العلاج قبل تفاقم الأمر.

ويؤكد سالم أن تجاهل الأمهات لأمراض أطفالهم النفسية تترتب عليه عدة مخاطر كبيرة وجسيمة فالأعراض النفسية التي من الممكن أن تظهر على الطفل من المؤكد أنها ستزداد يوما بعد يوم، وربما تكبر وتنمو مع الطفل وستزداد خطورتها بمرور الوقت، حينها سيكون من الصعب حل تلك المشكلة التي تفاقمت مع مرور الأيام وتم تجاهلها، وعند محاولة التعامل معها في سن متأخر سيكون علاجها أصعب وستأخذ وقتاً أكبر بكثير، فمن بين العلامات التي من الممكن أن تظهر على الأطفال ويجب التحرك سريعا الشعور بالحزن المتواصل والذي قد يستمر لأسبوعين أو أكثر، والانسحاب من التفاعلات الاجتماعية أو تجنّبها، وإيذاء النفس أو الحديث عن إيذاء النفس، والحديث الدائم عن الموت أو الانتحار، والسلوك الخارج عن السيطرة الذي يُمكن أن يكون ضارًّا، وأي تغييرات جذرية في المزاج أو السلوك أو الشخصية، وأي تغيرات في عادات الأكل وصعوبة في النوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *