الجريمة الصامتة.. التحرش يغتال براءة الأطفال
كتب: حنين هاني
اخر المواضيع
الأكثر قراءة
رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء
رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء كتب: روضة سعد – هاجر سامح في حوار شيّق أجراه فريق عمل مشروع أول خطوة مع الأستاذ حسين الزناتي، رئيس…
في الفترة الأخيرة ظهرت بشكل كبير ظاهرة التحرش بالأطفال، خاصةً في سن مبكرة، سواء كان التحرش لفظيًا أو جسديًا، فيشعر الطفل بعدم الأمان وفقدان الثقة، ويتعرض الطفل لاضطرابات نفسية شديدة تجعله منطوياً ومنعزلاً عن الآخرين، وتظل تلك المواقف والأحداث مترسخة في ذهنه مدى الحياة، لذلك يجب توعية الآباء والأمهات حول خطورة تلك الظاهرة لحماية أطفالهم من التعرض للتحرش الجنسي.. وهو ما نعرضه في السطور القادمة.
قالت الدكتورة سارة خالد، أخصائي الطب النفسي، إن التحرش يترك آثارا نفسية صعبة على الأطفال منها أن الطفل يفقد ثقته بنفسه ويشعر بالقلق المستمر تجاه الأشخاص ويشعر بالاكتئاب بالإضافة إلى أنه يجد صعوبة في تقبل الأشخاص وبناء العلاقات، ويمكن تشخيص بعض الأطفال باضطراب ما بعد الصدمة، وقد لا تظهر هذه الأعراض لعدة سنوات، بالإضافة إلى تكرار تعرض الطفل للتحرش يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات نفسية شديدة للطفل، لأن الطفل لم يكن لديه الوعي الكافي، لذلك ينعزل معظم الوقت عن الآخرين، ويرفض التحدث مع الآخرين ومن الممكن أن يؤثر أيضًا على قدرة تركيز الطفل أو ممارسة الأنشطة الرياضية، والأخطر من ذلك يبدأ في تجربة المواقف التي تعرض لها وذلك يحدث في مراحل متطورة.
ومن جانبها، قالت الدكتورة نهاد فاروق، استشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري، إن هناك ما يسمى بالدعم النفسي لما بعد الصدمة، وذلك عن طريق استشاريين متخصصين نفسيين وعن طريق المنظمات الاسترشادية، وأيضًا هناك ما يسمي بالدعم المعنوي، وذلك عن طريق الأهل والمقربين للطفل.
وأشارت نهاد إلى أن التحرش منتشر في مصر بشكل كبير، وقد تصل معدلات التحرش بالأطفال إلى 18%، كما أن هناك تحرشا لفظيا وتحرشا جسديا.
وأضافت الدكتورة سارة خالد، أنه يجب على الأبوين الحفاظ على أطفالهم والتحوط عليهم وعدم تركهم ليتحركوا بعيدا عن أعينهم بمفردهم وتتبعهم قدر الإمكان خاصة مع بداية سن التحدث والمشي أي بداية من سنتين، فيما فوق حتى يمكنهم تجنب أكبر قدر من المخاطر التي قد يتعرض لها الأطفال خاصة في السن المبكر، لأنهم في هذا الوقت يكونون سلسين وغير مدركين لأي تصرف يتم بجانبهم فيتعاملون بتلقائية.
كما يجب على الأبوين توجيه وتربية أطفالهم ليحموا أنفسهم من التحرش من خلال وعي الأسرة في المقام الأول لحماية الأطفال من تلك الظاهرة، والتحدث مع أطفالهم والنقاش معهم وتوعيتهم بشكل لائق في كيفية التصرف في هذه المواقف، وعند تعرض الطفل لذلك يجب عرض الطفل على متخصص وعدم تخويف الطفل أو التحدث معه بعنف، لأن ذلك يؤثر على حالته النفسية بطريقة سلبية.
وأوضحت نهاد أن هناك بعض النصائح التي يجب توجيهها للأمهات والآباء لحماية أطفالهم من التعرض للتحرش، ومنها: أن دور الأبوين توعية أطفالهم عن طريق افتعال قصص حتى وإن كانت من الخيال لتوضيح خطورة الموقف للطفل وكيفية التعامل في تلك المواقف ومواجهته عند التعرض لها. ويجب على الأبوين معرفة سبب التغير الملحوظ في شخصية الطفل والذي يمكن أن يظهر على الطفل في حالة خوف من التعامل مع الآخرين أو الرغبة في العزلة وعدم التحدث مع أحد.
ومن جانبها، قالت هالة يوسف، المحامية بالنقض، إن مع وجود وسائل الإعلام وانتشارها ومواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى عدم الاهتمام بمادة التربية الدينية باعتبارها مواد خارج المجموع ازداد معهم الانحلال المجتمعي والقيمي والأخلاقي والديني بالإضافة إلى الظروف الاقتصادية التي يمر بها المجتمع والتي ساعدت على التأخر في الزواج مما ساعد على ازدهار وزيادة نسبة التحرش الجنسي مما جعل المشرع المصري يدرك ازدياد الظاهرة، ومن ثم قام بتعديل العقوبة وتغليظها والتوسع بناءً على ما ظهر من حالات تحرش حتى تكون العقوبة تستحق الفعل الإجرامي وتكون عبرة لمن يحاول أن يقوم بارتكابها بأنه سيلقى عقوبة رادعة تجعله يحجم عن ارتكاب مثل هذه الجرائم.
وأوضحت هالة يوسف، أنه وفقا لمشروع قانون تعديل قانون العقوبات بشأن التحرش الجنسي والذي صدق عليه الرئيس المصري، نصت المادة 269 على أنه “كل من هتك عرض صبي أو صبية لم يبلغ سن كل منهما ثماني عشرة سنة ميلادية كاملة بغير قوة أو تهديد يُعاقب بالسجن، وإذا كان سنه لم يجاوز اثنتى عشرة سنة ميلادية كاملة أو كان من وقعت منه الجريمة ممن نص عليهم في الفقرة الثانية من المادة (267) تكون العقوبة السجن المشدد مدة لا تقل عن سبع سنوات”.