خلطة «فرط الحركة».. شقاوة واندفاع وضعف في التركيز
كتب: حميدة محسن – منى ناصر
اخر المواضيع
الأكثر قراءة
رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء
رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء كتب: روضة سعد – هاجر سامح في حوار شيّق أجراه فريق عمل مشروع أول خطوة مع الأستاذ حسين الزناتي، رئيس…
اضطراب “طيف فرط الحركة” أو ADHD، هو النشاط المفرط وضعف الانتباه لدى الطفل، حيث تواجه العديد من الأمهات مشاكل في تربية الأطفال المصابين بهذا المرض، والذي يوصف بأنه أحد اضطرابات النمو العصبي الأكثر شيوعًا في مرحلة الطفولة. وغالباً ما يستمر حتى مرحلة البلوغ. وقد يواجه الأطفال المصابون به اضطرابات حادة، فضلاً عن عدم التحكم في السلوكيات المندفعة من جانبهم، فقد يتصرفون دون التفكير في النتائج أو العواقب وقد يتعرضون لمخاطر شديدة نتيجة التهور والحركة الدائمة.. نحن إذن أمام حالة خاصة جداً.. فما هي طرق التربية السليمة للطفل المصاب بالمرض؟ وكيف تتصرف الأمهات مع هذه الحالات؟.. إليكم الروشتة النفسية في السطور القادمة.
من الطبيعي أن يواجه الأطفال صعوبة في التركيز والتصرف في بعض الأوقات. ومع ذلك، فإن الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لا يتخلصون من هذه السلوكيات أبدا، وإنما تستمر الأعراض معهم، ويمكن أن تكون شديدة ويمكن أن تسبب صعوبة في الدارسة أو المنزل أو مع الأصدقاء.
وتتمثل أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في:
- أحلام اليقظة
- نسيان أو فقدان الأشياء كثيرا
- تشنجات وعصبية زائدة
- التحدث كثيرا
- ارتكاب أخطاء دون النظر لتحمل النتائج
- يجد الطفل صعوبة في مقاومة الإغراءات
- يجدون صعوبة في الانسجام مع الآخرين
ويعاني الأطفال والبالغين المصابين بالمرض من صعوبة القيام بمهمة أو إنهائها، أو الاهتمام بالتفاصيل، أو اتباع التعليمات أو المحادثات، كما يتشتت انتباه الطفل بسهولة أو ينسى تفاصيل الروتين اليومي. وقد يركض الأطفال المصابون بأسلوب مستمر دون توقف أو يقفزون أو يتسلقون باستمرار، ويشعرون بالقلق والاندفاع. قد يقاطع الطفل المندفع الآخرين كثيرًا، أو يستحوذ على أشياء من الناس، أو يتحدث في أوقات غير مناسبة. فمن الصعب على الطفل أن ينتظر دوره أو يستمع إلى التوجيهات. وقد يتعرض هذا الطفل المصاب بالاندفاع لحوادث وإصابات أكثر من غيره.
أم ندى، سيدة يعاني ابنها من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وتقول إنها تتعامل مع طفلها المصاب بالمرض بقدر كبير من المرونة والتحمل، كما تتقبل شخصيته بالإيجابيات والسلبيات، وطبعا يحتاج هذا الطفل لرعاية خاصة، كما يحتاج أيضا لتغذية مناسبة لأنه يوجد بعض الأكلات المضرة به ولحالته، ومن المهم اللعب معه بالأشياء الملموسة، وممارسة التمرينات الرياضية.
وتضيف أم ندى أن الأم يجب أن يكون لها دور مهم وفعال في العلاج السلوكي للطفل، بأن يتم تعويد الطفل على الترتيب والنظام واستخدم سلوك التعزيز الإيجابي والتشجيع، ومن أهم الصعوبات التي تواجهها هي عدم التركيز المستمر في كل شيء. ومن أصعب المواقف التي تعرضت لها هي نوبات الغضب والعدوانية والحركات غير الإرادية أو غير المتوقعة، ومن المؤكد أن دور الأم يختلف عن دور الأب في أن الأم تكون حريصة على توفير بيئة صحية للطفل، ودور الأب يتمثل في الاحتواء، ومن أكثر التصرفات التي تتسبب في سوء حالة الطفل هي سوء المعاملة من الآخرين والإهمال من الأسرة.
ومن جانبها، قالت ضحى، أم طفلة مصابة بالمرض، إنها تتعامل مع ابنتها المصابة بأسلوب التشجيع دائما على أقل التصرفات، ودورها في العلاج السلوكي للطفل هو الاحتواء والتوجيه عند التصرفات الخاطئة، مع وجود بعض المرونة في التعامل معه بمكافأته على السلوكيات الجيدة، والتقليل من السلوكيات الخاطئة، ولكن لا يتم ذلك بمنتهى الحزم والصرامة والوضع في الاعتبار أن أطفال ADHD لا يتكيفون مع التغيير بسهولة مثل غيرهم، وبالتالي يجب ترك المساحة للطفل بارتكاب الأخطاء أثناء التعلم وقبول بعض السلوكيات التي لا تضر بالطفل أو المحيطين به.
وأضافت ضحى أن من أهم صعوبات التعلم عسر القراءة وعسر تعلم مبادئ الحساب، إضافة إلى أنه عادةً ما يعاني الطفل المصاب بالـADHD من أعراض النسيان المتكرر وصعوبة الاستماع للآخرين وفرط النشاط في القفز والحركة المستمرة.
يقول الدكتور إبراهيم مجدي، أخصائي الطب النفسي، إن فرط الحركة لا يعد مرضا ولكنه يسمى طيف فرط الحركة أو الانتباه أو فرط الحركة والانتباه معا، ويمكن معرفته واكتشافه مبكراً بملاحظة الطفل وحركته المستمرة في كل مكان وبلا هدف ولا يستطيع المذاكرة أكثر من ٥ دقائق ، وتكون حركاته أحياناً بها مخاطرة.
وأضاف مجدي أنه من الصعوبات التي تواجه الأمهات هي أن الطفل قد يعرض نفسه للخطر، فضلا عن إحراج الأم أمام الآخرين، كما أن الطفل المصاب ينسى بشكل مبالغ فيه، فقد تطلب الأم شيئا معينا منه لكنه ينسى، ويقوم بعمل آخر غير مطلوب، وفي كل الأحوال لابد من معاملتهم معاملة خاصة ومحاولة تفريغ الطاقة في الرياضة واتباع سياسة الثواب والعقاب وأحياناً يحتاجون إلى تدخل دوائي، ومن الممكن أن ينجح العلاج الدوائي ولكنه سوف يأخذ وقتا أطول، ويعتبر دور الآباء والأمهات مهم جداً من خلال الصبر والاحتواء وعدم الضرب وعدم التسفيه أو السخرية.