ضحايا الفاست فود.. كيف تحمي طفلك من السمنة المبكرة؟
كتب: مريم أحمد
اخر المواضيع
الأكثر قراءة
رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء
رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء كتب: روضة سعد – هاجر سامح في حوار شيّق أجراه فريق عمل مشروع أول خطوة مع الأستاذ حسين الزناتي، رئيس…
“يعشق الأكل بكثرة وبدون مواعيد، يهوى الجلوس لساعات طويلة أمام شاشة التليفزيون أو الموبايل، يكره الحركة والنشاط، بيتوتي إلى حد كبير.. الحلويات والمسليات والوجبات السريعة والدليفري أبرز هوايته المفضلة”.. أهلاً بكم في عالم الأطفال المصابين بالسمنة، ضحايا النظام الغذائي غير الصحي، والذي قذف بهم في منحنى الخطر.. في السطور التالية نكشف لكم مخاطر السمنة لدى الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، وكيف يمكن للأمهات الانتباه مبكراً لهذه المشكلة؟ وما هو النظام الغذائي المناسب؟
كما ذكرت منظمة الصحة العالمية في تقريرها الأخير معدلات السمنة في العالم، حيث كشفت عن أن أكثر من مليار شخص، في جميع أنحاء العالم، من بينهم حوالي 340 مليون مراهق، و39 مليون طفل، وهذا الرقم آخذ في التزايد.
وتقدر منظمة الصحة العالمية أن ما يقرب من 167 مليون شخص – من بالغين وأطفال – ستتراجع صحتهم بسبب زيادة الوزن أو السمنة، بحلول عام 2025.
وعادة، يتم الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة السمنة في الرابع من مارس من كل عام. وبهذه المناسبة، حثت منظمة الصحة العالمية البلدان على بذل المزيد من الجهود لمواجهة هذه الأزمة الصحية التي يمكن التنبؤ بها والوقاية منها.
وحسب تعريف منظمة الصحة العالمية، فإن السمنة هي مرض يصيب معظم أجهزة الجسم. وهو يؤثر على القلب والكبد والكلى والمفاصل والجهاز التناسلي. ويؤدي إلى مجموعة من الأمراض غير السارية، مثل مرض السكري من النمط 2، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية، وأشكال مختلفة من السرطان، فضلا عن مشاكل الصحة العقلية.
تقول سماح محمد، أم لطفلة صغيرة، أعاني مع ابنتي في نظام غذائها لأنها تحب أن تأكل الوجبات السريعة والمسليات وشرب العصير وكل هذا يؤدي إلي زيادة وزنها، ولكن أنا أحاول أن أنظم لها أكلها وأحاول أيضا أن أجعلها تتناول كميات وفيرة من الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة، وأن تشرب كمية كافية من الماء يوميًا وأن تتجنب المشروبات الغازية والعصائر الجاهزة وأقوم بتشجيعها لكي تأكل الطعام ببطء، لأنه يساعد على الشعور بالشبع سريعاً ويسهل عملية الهضم.
أما هالة أحمد، فتقول: ابني يفضل أكل الحلويات والمسليات ولا أستطيع أن أمنعه فهو يحب الأكل بصورة تزيد عن احتياجاته، كما يأكل وهو ليس جائعا، وطفلي مصاب بالسمنة والسكر وهو لا يتجاوز عشر سنوات، فهو يفضل كل ما هو مضر بالصحة، وسعيت لكي أجعله يشترك في أكثر من تمرين مثل السباحة وكرة القدم لكنه لا يحب الحركة، وكل متعته الأكل والموبايل ومشاهدة الأفلام.
من جانبه، يقول الدكتور مجدي نزيه، خبير التعذية بالمعهد القومي للتغذية، إن طريقة التغذية السليمة للطفل المصاب فعلياً بالسمنة هي الالتزام بأربع وجبات كل خمس ساعات، وتثبيت الميعاد للوجبات ولا يجب أن يتغير موعد الوجبات من أجل ضبط عملية الهضم والامتصاص وحالة الجوع والساعة البيولوجية والحرق والتغذية السليمة، ويجب الاعتماد على التغذية الطبيعية وتجنب تماماً الأغذية سابقة التصنيع، ولابد أن تكون الواجبة ثلاثية الأبعاد، أي تحتوي على ٣ أطباق رئيسية مثل مواد الطاقة وهي النشويات وبالحجم المقبول مثل عيش أو أرز أو مكرونة أو معجنات وبجانبها البعد الثاني وهي أغذية البناء مثل اللحوم والدواجن والأسماك والبقوليات أو بيض أو ألبان أو أعضاء حيوانية داخلية، أما البعد الثالث الذي يُغفل ويُهمل فهو طبق السلطة الخضراء خماسية الألوان، فهذه هي التغذية السليمة لتجنب الإصابة بالأمراض.
وأوضح نزيه أن هناك مخاطر تُصيب الطفل في سن مبكرة بالسمنة والمخاطر هي المنشأ لكل الأمراض المزمنة مثل القلب والسكر والضغط والأورام، فيما بعد وصوله لسن النضج، وكلما يكبر الطفل في السن يكون أكثر عُرضة للإصابة بمرض السمنة، وهي أن الطفل وزنه يزيد عن مربع الطول، وفي هذه الحالة يتم تشخيص الطفل بمرض البدانة، وطبعا وزن الطفل الإستندارد الذي يبلغ من العمر سنة يكون وزنه ١٠ كيلوجراما، وسنتين ١٢ كيلو وثلاث سنوات ١٤ كيلو وأربع سنوات ١٦ كيلو وخمس سنوات ١٨ كيلو وست سنوات ٢٠ كيلو، وطبعاً الطفل الذي يعاني من السمنة يكون قليل الحركة وصعب يقوم بأي نوع من أنواع النشاط، ومن العادات الخاطئة التي قد تتسبب في إصابة الطفل بالسمنة هي الاعتماد على الأغذية سابقة التصنيع وأكل الشارع.
وأضاف نزيه أنه يجب اتباع التغذية السليمة للطفل والاعتماد على الأغذية الطبيعية، ومن أهم الأطعمة الممنوعة للأطفال المصابين بالسمنة هي الأطعمة المركزة الطاقة مثل الحلويات، وأيضاً المقليات وهنا دور الأمهات، حيث أنصح الأمهات بالالتزام بالأكل الطبيعي في مواعيده الثابتة والابتعاد عن كل ما هو مصنع وتحريك الطفل وشغله بأي نشاط حركي وعدم مشاهدة الطفل لأي نوع من أنواع الخلافات الأسرية، لأن ذلك يعرضهم لمرض السمنة، لان الناس سواء كانوا صغاراً أو كباراً يلجأون لتفريغ الشحنة السلبية لديهم وفك الأزمات في الأكل، لذلك الإنسان السعيد يكون متحركا أما الإنسان الحزين والمكتئب يرفض الحركة لذلك قدر المستطاع نبعد عن التوترات.
أما الدكتورة زينب بكري، استشاري التغذية بالمعهد القومي للتغذية، فتقول إن طرق التغذية السليمة هي التقليل من الحلويات والنشويات والإكثار من الخضراوات والفاكهة لعدم التعرض لمرض السكر، لأن مريض السمنة نسبة تعرضه لمرض السكر تكون كبيرة، وأيضاً مشاكل في التنفس خصوصًا الطفل الذي يشتكي من حساسية الصدر، ويوجد بعض الأطفال لديهم تبول لاإرادي أثناء النوم بسبب السمنة نتيجة ضغط الدهون على المثانة، وبالتالي يؤدي ذلك للإصابة بمشاكل في العظام وخلل في الهرمونات ومشاكل نفسية أخرى، أيضاً الوسط الذي يعيش فيه الطفل يؤثر على نفسية الطفل بشكل كبير ويعمل مشاكل نفسية وليست سمنة فقط، وهو سبب هروب الطفل من المشاكل والواقع الذي يعيشه للأكل، كما يستخرج كل طاقته في الأكل، فضلا عن تنافس الأب والأم على كسب رضا الأبناء عن طريق الأكل، وذلك في حالة الخلاف بينهما، فضلا عن الدور السلبي للأجداد وما يفعلوه مع أحفادهم من شراء الحلويات وكل ما يحتاجونه وهنا تظهر عادة خاطئة وهي العادات التي قد تتسبب في إصابة الطفل بالسمنة، أيضا إصرار الأهل على الطفل لكي يأكل وجبته بالكامل أكثر من احتياجات الطفل، وأخيرا الأكل الجاهز والحلويات والمصنعات والأكل أكثر من مرة بدون احتياج والأكل بين الوجبات.
وأضافت زينب بكري، أنه يجب على الأمهات الحرص على أطفالهن لتجنب الإصابة بمرض السمنة وتناول الأكل الصحي ثلاث وجبات في اليوم بجانب الإسناكس، والتقليل من الحلويات والمصنعات لأنها بدون فائدة ولا تعطي إحساسا بالشبع ويوجد بها مواد حافظة، فالنظام الغذائي الصحيح حسب عمر الطفل ونوعه والطول والوزن ومعرفه كم يحتاج جسم الطفل من سعرات في اليوم الواحد، وإذا كان الطفل يأخذ سعرات أكثر من احتياجاته فيجب أن يتم تقليلها علي فترات وليست مرة واحدة مثلاً إذا كان احتياج الطفل في اليوم ١٥٠٠ سعر حراري وهو يأخذ ٣٠٠٠ سعر يجب تقليلهم على فترات لحين وصوله للسعرات التي يحتاجها جسمه فقط أو نقلل الحلويات والنشويات، ويأخذ نفس السعرات ولكن بشكل سليم وصحي لأن الأطفال ينمون بشكل سريع وعندما ينمو الطفل سوف يزداد طوله فيقل حجمه، لذلك يجب أن نحرص على التغذية السليمة.