قبل خطوة الفطام.. أفضل نظام نفسي وغذائي لتأهيل طفلك للمرحلة الجديدة
كتب: حنين هاني – حميدة عبدالمحسن – منى ناصر
اخر المواضيع
الأكثر قراءة
رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء
رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء كتب: روضة سعد – هاجر سامح في حوار شيّق أجراه فريق عمل مشروع أول خطوة مع الأستاذ حسين الزناتي، رئيس…
الفطام مرحلة انتقالية مهمة في عمر أي طفل، حيث تتوقف عملية تغذية الطفل الرضيع بـ”لبن الأم”، ليبدأ تناول الأغذية الصلبة والسوائل الأخرى، ولهذا يعتبر الفطام خطوة جديدة في نمو الطفل، حيث يتعلم الرضيع كيفية تناول الطعام من مصادر أخرى غير الأم.. وحتى تمر هذه المرحلة بسلام، يجب اتباع مجموعة من النصائح النفسية والصحية والغذائية، وذلك في السطور القادمة..
في البداية، تقول الدكتور منى شطا، أخصائية طب الأطفال، إن فطام الطفل يجب أن يبدأ تدريجياً، ومن الخطأ أن يحدث بشكل مفاجيء، حيث إنه يجب تعويد الطفل على تناول بعض أنواع من الأطعمة منذ الشهر السادس، كما يجب أن يتناول الطفل الوجبات محل الرضعات، حتى يعتاد على النظام الغذائي، ثانيا يجب إعطاء الطفل سوائل بكثرة لتعويضه عن انقطاع لبن الأم، وعند اتخاذ قرار الفطام يجب عدم استخدام أي وسائل مزعجة للطفل كالصبار والمر أو استخدام وجوه مخيفة على ثدي الأم بل يجب توفير بيئة آمنة و للحفاظ على صحة الطفل عند فطامه يجب أن نحتوي الطفل وأن نمنحه الحب والحنان والاهتمام حتى تمر هذه المرحلة بسلام ولا يتأثر الطفل نفسياً أو جسدياً.
أما الدكتورة أميرة عبدالمنعم، استشارية طب الأطفال، فتؤكد أنه كان هناك اعتقاد شائع بأن الفطام لابد أن يتم كخطوة واحدة قاطعة مانعة، ولكن التجارب أثبتت العكس، حيث إن أفضل طريقة للفطام هو الانقطاع التدريجي، فأول خطوة هي تقليل عدد الرضعات، حتى تصل إلى رضعة واحدة نهاراً. ثم يتم إرضاع الطفل مرة واحدة نهاراً لمدة أسبوع، وبعد الأسبوع تنقطع عن الرضاعة نهاراً تماماً، وهنا يكون الأمر سهلاً، لأن الطفل وهو مستيقظ يمكن إلهاؤه بأي شيء آخر، أو تقديم الوجبات التي يفضلها حتى ينشغل عن الرضاعة.
أما الرضاعة ليلاً فهي الأصعب، لأنها تتحول عند الطفل لعادة تساعده على النوم، أكثر منه شعور بالجوع، ولكن بنفس الطريقة السابقة يصبح الأمر أسهل. وعند تقليل عدد الرضعات يجب استبدالها بالماء، حتى تصبح رضعة واحدة ليلاً لمدة أسبوع، ثم تتوقف الأم عن الرضاعة تماماً. وتُعد هذه الطريقة هي الأفضل لأنها تساعد الطفل على تقبل الأمر، كما أنها تهيئ جسم الأم للفطام، حتى لا تشعر بآلام شديدة بالثديين، أو تحتاج لتناول العقاقير ليتوقف اللبن، ولا داعٍ لاستخدام الصبار أو البن، أو هذه الطرق التقليدية التي تسبب أذى نفسي للطفل.
وتضيف د. أميرة أن الطفل في عمر 6 أشهر يمكنه أن يجلس بمفرده على الكرسي المخصص للأكل، أو على مائدة الطعام، ويقوم بإمساك المأكولات وإدخالها في فمه، وربما لن تقوى أسنانه على عملية المضغ جيدا حتى يبلغ 9 شهور، لكن اعتماده على نفسه بالأكل سيقوي من مهارات المضغ لديه. وهناك مجموعة من الخطوات والنصائح المهمة التي يجب أن البدء بها:
- يجب البدء بالأطعمة اللينة مع طفلك، مثل الخضراوات المسلوقة المهروسة، أو خليط الفواكه المهروس الشهي، أو حبوب القمح أو الأرز المطحونة مع الماء أو الحليب، بحيث لا يواجه طفلك صعوبة في مضغها.
- قدمي لطفلك الطعام في طبق ملون وملعقة ملونة حتى يصبح تناول الطعام مغريا.
- شاركي مائدة الطعام مع طفلك ودعيه يستكشف الأطعمة التي تقومين بتناولها.
- ضعي على مائدة الطعام الأطعمة المغذية الغنية بالعناصر والفيتامينات اللازمة لنمو طفلك ذات الحديد والزنك والبروتين والدهون الصحية.
- قطعي الطعام إلى قطع صغيرة طولية أو بشكل يثير فضول طفلك لاستكشافها وتناولها.
- جهزي نفسك للفوضى التي سيُحدثها طفلك حوله عند الانتهاء من تناول طعامه.
- عند خروجك في نزهة مع طفلك، اعرضي عليه أصناف الأكل المفيدة المختلفة في محاولة منك للتخفيف من موضوع الرضاعة.
- حاولي إشباع طفلك قبل ذهابه للنوم حتى ينسى موضوع الرضاعة الليلية.
- استخدمي تقنيات التهدئة مثل الغناء، حيث يساعد ذلك في تهدئة الطفل ومساعدته على النوم بشكل أفضل.
- استشارة الطبيب المختص للسيطرة على أي صعوبات في التعامل مع الطفل بعد الفطام من أجل تلافي التغيرات المزاجية التي تحدث للطفل، لأن الفطام يؤثر بالسلب على الطفل لذلك يجب السيطرة على ذلك و تأخير فطام الطفل في حالة تعرض الطفل لأي تغيرات، مثل التسنين.
وأضافت د.أميرة أنه يجب على الأم خلال فترة الفطام احتضان الطفل كثيرًا، وبشكل مستمر والتواصل مع الطفل من خلال العين وتهدئة الطفل وإبقاءه قريبًا من والدته، وإعطاء الطفل الحليب الصناعي بالكأس عوضًا عن زجاجة الحليب في حال رفضه لشربه من خلال رضعة الحليب، أيضاً قضاء أطول وقت ممكن مع الطفل ومحاولة تشتيت انتباهه وإعادة توجيه يديه إلى أماكن أخرى بعيدًا عن ثدي الأم، و للحفاظ على صحة الطفل بعد الفطام يجب تقديم الكثير من الحب والاهتمام، حيث إن الطفل يشعر بالقلق أو الحزن بعد الفطام.
ومن جانب آخر، فإن اختيار نظام غذائي سليم للطفل من الشهر السادس حتى مرحلة الفطام، من الأمور المهمة في التنشئة الصحية والبدنية للأطفال، فبعد بلوغ الأطفال الشهر السادس يظل لبن الأم مصدراً حيوياً للتغذية السليمة، ولكنه لا يكفي وحده، لذلك من الممكن تقديم بعض الأطعمة المهروسة التي تناسب أعمارهم، أيضًا تساعد الطفل على النمو والتركيز، وهناك بعض العناصر الغذائية يجب على الطفل تناولها في هذه المرحلة، بالإضافة إلى ضرورة استجابة الأم لرغبة الطفل في تناول تلك الأطعمة.
في هذا الإطار، يقول الدكتور مجدي نزيه، رئيس وحدة التثقيف الغذائي بالمعهد القومي للتغذية، إن مرحلة الفطام هي الخروج التدريجي من مرحلة الرضاعة المطلقة إلى الاعتماد التدريجي على الوجبات الخارجية، ويجب أن يكون هناك أربع وجبات أساسية ثابتة للطفل لضبط الساعة البيولوجية للطفل الرضيع بين كل وجبة والثانية خمس ساعات وهي:
الوجبة الأولى: صفار بيضة مسلوقة.
الوجبة الثانية: شوربة خضار مسلوقة يتم تصفيتها وهرسها.
الوجبة الثالثة: طبق مهلبية
الوجبة الرابعة: ملعقتان عصير جوافة في فصل الصيف أو برتقال في فصل الشتاء أو طماطم في غياب أي منهما.
ويضيف نزيه أن الطفل يجب أن يستمر على ثلاث رضعات في الشهر السابع مع الأربع وجبات بمواعيد ثابتة، ولكن في الشهر السابع يمكن للطفل تناول كبدة الفراخ و الأرز بلبن والبليلة المطحونة. وفي الشهر الثامن يمكن للطفل تناول البقول مثل العدس والفول مع إضافة قطعة من الخبز يتم طحنها واللحوم بيضاء اللون مثل السمك والفراخ مع إضافة شوربة الخضار في أي منهما.
وتابع نزيه أنه في الشهر التاسع يمكن للطفل تناول اللحوم الحمراء، ويمكن أيضًا أن يتناول في هذه المرحلة بياض البيضة. وتستمر تغذية الطفل على ثلاث رضعات مع الأربع وجبات حتى نهاية العام الأول للطفل، ومع بداية العام الثاني يمكن الاستغناء عن الرضعة الأولى للطفل، وفي عمر السنة ونصف يمكن أيضًا الاستغناء عن ثاني رضعة للطفل، وفي عمر السنتين للطفل يتم استغناء الأم عن الرضاعة ويتم سحب الرضعة الأخيرة بالتدريج، ولا يوجد نفس أنواع الأطعمة السابقة، ونبدأ بالتنوع في الأطعمة المفيدة والصحية للطفل بشكل تدريجي لنعرف الأطعمة المحببة لديه، وتجنب إجبار الطفل على تناول أطعمة معينة حتى لا يفقد شهيته.
وأضاف نزيه، أن بعض الأطفال فى بداية فطامهم قد يعانون من المغص والتقلصات المعوية، ويرجع ذلك فى أغلب الأحوال إلى تناول الطفل الأغذية الغنية بالسكريات والسوائل، وقد يحدث ذلك بسبب إصرار بعض الأمهات على فطام طفلها بالعديد من الأغذية مرة واحدة أو عند تناول الطفل أغذية مصنعة. كما أن هناك عناصر غذائية في مرحلة الرضاعة المطلقة، يجب أن تحرص الأمهات عليها مع وجباتها الأساسية، وتضم:
- تناول الأم على الفطار كوب من اللبن مع ملعقة كبيرة من الحلبة المطحونة، حيث إنها تساعد على زيادة اللبن عند الرضاعة.
- مع الغداء طبق سلطة خضراء، حيث إنه يساعد على تغذية نمو الطفل.
- مع العشاء قطعة حلاوة طحينية أو ملعقتي عسل أسود، وذلك لتزويد كمية الدسم في اللبن ومساعدة الطفل على النوم ليلاً، ومن هنا يبدأ تنظيم مواعيد النوم لدى الطفل، ومن العادات الخاطئة شرب الكراوية واليانسون ليلاً.
وقال الدكتور محمد سامي، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، إنه يجب امتناع الأطفال تمامًا عن تناول السكر والملح، خلال السنة الأولى، كما ننصح بعدم شرب كافة منتجات الألبان عدا فقط الألبان المخصصة للأطفال، موضحًا أن هناك لبنا صناعيا مخصصا للأطفال وأطعمة صناعية مفيدة مثل السيريلاك الذي يتكون من حبوب غنية بالفواكه والقمح والشوفان والتمر الذي يساعد على النمو المبكر، حيث إنه غني بالكالسيوم والفيتامينات والحديد الذي يحتاجه الطفل في هذه المرحلة.
وأوضح سامي أن هناك بعض الأمهات تصادف حدوث مشكلات عند فطام أطفالهن، حيث يعاني بعض الأطفال من حساسية تجاه بعض الأغذية، ويجب أن تتابع الأم مدى وجود علامات تدل على الحساسية عند الطفل، ويجب تناول الأصناف بشكل تدريجي لتحديد الأطعمة التي تؤدي إلى الحساسية.
أما الدكتور محمود نعيم، استشاري التغذية العلاجية، فيرى أن هناك العديد من العادات الغذائية الخاطئة عند تغذية الطفل والتي يجب على الأمهات الابتعاد عنها عند بلوغ الطفل الشهر السادس أهمها: عدم تناول الأطعمة التي تسبب حالات اختناق للأطفال كالفواكه والخضراوات الصلبة، حيث إنه يجب تقطيعها إلى قطع صغيرة أو يتم هرسها حتى يستطيع الطفل تناولها.
وأضاف نعيم، أنه يجب الابتعاد عن تناول الأطعمة المصنعة، وأن تمتنع الأمهات خلال فترة الرضاعة عن تناول المحشي والبصل والثوم والشطة، بالإضافة إلى الابتعاد عن المشروبات المنبهة مثل النسكافيه والقهوة ومشروبات الطاقة لعدم تعرض الطفل للغازات.