لماذا يُصاب أطفالنا بالسلوك العدواني؟.. السر في ألعاب الفيديو
كتب: مريم مدحت - حنين هانى
اخر المواضيع
الأكثر قراءة
رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء
رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء كتب: روضة سعد – هاجر سامح في حوار شيّق أجراه فريق عمل مشروع أول خطوة مع الأستاذ حسين الزناتي، رئيس…
تُعد الألعاب الإلكترونية العنيفة من الممارسات الضارة والتي تسبب خطرا هائلا للأطفال وتؤثر عليهم بالسلب وتخلق أمراضا نفسية وعقلية تضر بسلامتهم، حيث إن هناك العديد من الدراسات العلمية التي تناولت هذه الظاهرة وآثارها السلبية، وخاصة ازدياد حدة العنف في سلوك الأطفال جراء قضاء وقت طويل أمام تلك الألعاب.
وقد أظهرت دراسة أمريكية أن زيادة الميل للعنف والسلوك العدواني لدى الطفل تنشأ عن كثرة تعرض المخ لهذه الألعاب باستمرار، فضلاً عن إدمان مشاهد العنف فيها واعتياد الدماغ عليها، وبالتالي يكون المخ أقل رفضًا للعنف، أيضًا الأطفال الذين يقضون وقتًا طويلا أمام ألعاب الفيديو لا يتمتعون بالتحكم والسيطرة الكاملة على النفس، بل يميلون إلى الغش والحدة في التعامل، وتؤثر هذه الألعاب أيضًا على سلامة الطفل الغذائية فتجعله يميل إلى الشراهة في الطعام وعدم الالتزام بالقيم الأخلاقية.
ووفقا لبعض الدراسات، تغذي الألعاب العنيفة المشاعر العدوانية، وتحفز دخول الطفل في نوبات غضب وتوتر، كما تجعل الطفل يدخل في حالة كبيرة من الانعزالية، وقد يؤدي ذلك لتدمير حياته الاجتماعية وتجعله متبلد المشاعر وفي حالة قسوة بدون شعوره بذلك.
من جانبها، تؤكد الدكتورة ديانا وليم، استشاري الصحة النفسية ومعالج نفسي وأخصائي تعديل سلوك، على خطورة تلك الألعاب حيث قالت: “إن الألعاب العنيفة لها مخاطر كثيرة وكبيرة بالطبع، مثل حدوث تشوه في شخصية الطفل، وبسببها يُصبح لديه عدم التزام بالقيم الأخلاقية، كما سنجده يميل للعنف مع الجميع، ومع انشغاله الدائم بها سيشعر دائما بشراهة ناحية تناول الطعام ولهذا نجده يأكل كثيرا، ومع الوقت يصاب بالسمنة نتيجة الجلوس الدائم وعدم النشاط أو الحركة، وستلاحظ انعزاله أيضًا بالتأكيد، وسيولد داخله مشاعر سلبية وعدوانية، حيث نجد أن هذه الألعاب تؤثر على كل شيء في حياته، لدرجة أنه قد يميل لتقليد بعض الحركات العنيفة بها وهو في السن الصغير، وهنا تكمن الخطورة بالطبع لأنها ستكون داخل عقله الباطن ولا يستطيع التخلص منها بسهولة”.
وأضافت وليم: “نصيحتي للأمهات ألا يتركوا الموبايل في يد الطفل الصغير طوال الوقت، ومن المهم وضع أوقات محددة من قِبل الأم تحدده هي خلال الأسبوع أو اليوم، ويجب أن نُبقي الطفل منشغلا بأشياء يفرغ فيها طاقته مثل الرياضة والقراءة، ونضع على الموبايل رقابة، ولكن دون أن نجعل الطفل يشعر بأنه يعيش في سجن، كما أننا يجب أن نتحدث معه ونشرح للطفل خطورة هذه الألعاب، وفي هذا الوقت سيفهمون وهذا سيفرق معهم بالتأكيد، كما يجب أن نجعلهم يمارسون ألعاباً مناسبة، وأن نشغل أفكارهم وعقولهم، وإذا حدث العكس وتطورت الأمور سلبياً لابد أن تلجأ الأم لمختص يساعدها في حل تلك المشكلة طبعاً”.
وفي هذا السياق أيضاً، قال الدكتور علي النبوي، استشاري الطب النفسي والأعصاب بجامعة الأزهر، إن هناك العديد من الأعراض الجسدية التي تحدث للطفل عند وصوله لمرحلة إدمان الألعاب الإلكترونية العنيفة، وأهمها:
- ارتفاع ضغط العين: بسبب شدة التركيز لفترات طويلة أمام شاشة الهاتف، وذلك يؤثر على نظر الطفل على المستوى البعيد.
- وصول الطفل للتفكير في الانتحار: قد تسبب بعض الألعاب الإلكترونية التي يكون بها مشاهد عنيفة في انتحار الطفل وإيذاء النفس.
- ضعف التركيز: تعتمد أغلب الألعاب الإلكترونية على العنف والعدوانية، مما يؤدي إلى تأخر في التحصيل الدراسي وضعف التركيز والشعور بالاضطراب في التعلم وإهمال الواجبات المدرسية.
- آلام في الرقبة والظهر: وذلك بسبب الجلوس لفترات طويلة بوضعيات خاطئة، مما يساعد على حدوث الكثير من الأضرار الجسدية ومنها آلام في الرقبة وشعور بالألم أيضًا في الكتفين و انحناء في العمود الفقري.
وقد يكون الحد من ممارسة تلك الألعاب ليس سهلًا في ظل تعلق الطفل الشديد بها، ولكن الأمر ليس مستحيلًا، لذلك يجب على الأمهات متابعة الأطفال وعدم إعطائهم الهاتف لفترات طويلة والانشغال عنهم، بل يجب التقرب منهم ومعرفة طريقة تفكيرهم ودعم الأطفال واستغلال أوقات الفراغ في أمور أخرى مثل ممارسة الأنشطة الرياضية والهوايات المحببة لدى الطفل، لتجنب تلك الأضرار والمخاطر النفسية والجسدية.