ماذا يتعلم أطفالنا من التوكاتسو؟.. سلوكيات إيجابية وتقاليد يابانية ومصرية
كتب: روضة سعد - هاجر سامح
اخر المواضيع
الأكثر قراءة
رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء
رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء كتب: روضة سعد – هاجر سامح في حوار شيّق أجراه فريق عمل مشروع أول خطوة مع الأستاذ حسين الزناتي، رئيس…
يشهد المجال التعليمي تطورًا مستمرًا، حيث يتم التركيز بشكل متزايد على تطوير النمو الشامل للأطفال، ومن بين المقررات التعليمية التي تحظى بشعبية متزايدة، يبرز منهج التوكاتسو كأحد المناهج التعليمية الفعالة والمبتكرة داخل المدارس المصرية، كما يشمل تنمية الجوانب العقلية والجسدية والعاطفية والاجتماعية للطفل، ويتم تطبيق هذا المنهج في المدارس الابتدائية والروضات، في السطور القادمة نستعرض الفوائد الإيجابية لمنهج التوكاتسو وكيف يعمل على تنمية المهارات الاجتماعية وبناء الثقة بالنفس لدى الأطفال، وكذلك تعزيز التواصل والتعاون بينهم.. وإليكم التقرير التالي:
في البداية، قالت الخبيرة اليابانية كايوكا أوجاوا kayoka ogawa إن الأنشطة الخاصة بمنهج التوكاتسو تتعلق بالآداب والأخلاق وتنمية المهارات والقدرات السلوكية عند الأطفال في المدارس، وهو منهج ياباني ويتم تدريسه للأطفال في اليابان حتى قررت وزارة التربية والتعليم في مصر أن تستعين به بعدما أثبت هذا المنهج قدرته على تنمية سلوكيات الأطفال وجعلهم أكثر قدرة على التفاعل والتواصل مع الآخرين، ويستهدف هذا المنهج الأطفال من مرحلة الروضة حتى نهاية المرحلة الابتدائية، ويهدف للتنشئة الإيجابية واحترام الذات والثقة بالنفس وتحديد الأهداف والاجتهاد في تحقيقها والتعاون بين الجميع، كما يعلم هذا المنهج الأطفال العديد من القيم مثل النظافة والحفاظ على البيئة والتعايش من خلال بعض المبادئ: سامح، ساعد، تعاون، فضلا عن المشاركة الإيجابية في الأنشطة المختلفة.
أما نهلة محمود، مسؤول توكاتسو داخل إالمدرسة المصرية اليابانية، فتقول إن أنشطة التوكاتسو تهدف لتنمية سلوكيات الأطفال، ولكن من خلال تعاملي وتفاعلي معهم الأطفال فقد استجابوا بالفعل لما نقدمه لهم في هذا المنهج، حتى أصبحوا متفاهمين ويسمعون رأي بعضهم أكثر، ويعتبر منهج التوكاتسو محفزًا للتفكير الإبداعي للأطفال، ويتم تشجيعهم على التعبير عن أفكارهم ومشاركة أفكارهم بحرية من خلال تحديد هدف في اجتماع الصباح، وهذا الهدف ندرب الأطفال على تطبيقه طوال اليوم، فهذا يعتبر نشاط جيد جدا للأطفال، ويخلق هذا النوع من الأنشطة الشعور بالمسؤولية كما يتم توفير بيئة تعليمية تحفز الأطفال على الفضول والاكتشاف والتجربة، ويتم تطبيق المنهج أيضا بالنسبة لنشاط النظافة في المدرسة.
وتضيف نهلة أن منهج التوكاتسو يشجع الأطفال على أن يكونوا مشاركين نشطين في عملية التعلم، ويتم تنظيم الدروس بطرق تشجع الأطفال على المشاركة والتفاعل، وقد أصبح الأطفال ينتظرون هذا النشاط وعلى استعداد كامل لتنفيذه في جو لا يخلو من اللعب والمرح والمشاركة بينهم، حتى خارج المدرسة هذا النشاط مستمر معهم مؤكدين حرصهم على جعل البيئة نظيفة، كما تعمل هذه الأنشطة على تنمية المهارات الاجتماعية للأطفال، ويتم توفير الأدوات والموارد التي تساعد الأطفال على التعبير الإبداعي من خلال الرسم واللعب والتجربة.
وتقول ياسمين حسني، معلمة رياض أطفال بالمدرسة المصرية اليابانية، إن أهم ما يميز هذه التجربة التعليمية المصرية اليابانية هو التعلم من خلال اللعب، حيث يتم اكتساب مهارات غير معرفية مختلفة مثل كيفية تعامل ومشاركة الأطفال بعضهم البعض وكيفية قيام كل طفل بالتعبير عن رأيه وتكوين الثقة بالنفس واحترام آراء الآخرين، وكل هذه الأشياء يتعلمها الأطفال من خلال التعلم باللعب وممارسة الأنشطة، كما أن الأطفال كل فترة بحاجة إلى المساعدة، فننظر إلى هذا الشيء الذي يقف أمامهم ونحاول تنميته بداخلهم ويتم كل ذلك من خلال التعلم باللعب.
أما الكابتن محمود حمدي، مدرس التربية الرياضية بالمدرسة المصرية اليابانية، فيقول أن الحصة قائمة على تنمية سرعة وحركة الأطفال، ويتعلم الأطفال الحركات الأساسية في التوكاتسو مثل السير والجري والقفز والانحناء، وتلك الحركات تساعدهم على تنمية المرونة والتوازن والتنسيق، ويتم تضمين العديد من الأنشطة الرياضية التي تهدف إلى تعزيز النمو البدني والعقلي والاجتماعي للأطفال، وتنفيذ هذه الأنشطة بطرق ملائمة لعمر الأطفال وقدراتهم، وأهم ما يميز التوكاتسو وجود نشاط التعلم باللعب وهذا من ضمن أنشطة التوكاتسو، حيث يتم اكتساب مهارات غير معرفية بمعنى مشاركة الأطفال بعضهم البعض والتعبير عن آرائهم مما ينمي لديهم الشعور بالثقة بالنفس واحترام آراء الآخرين.
بشكل عام، يعتبر التوكاتسو منهجًا شاملاً يهدف إلى تعزيز نمو وتطور الأطفال في جوانبهم المختلفة ويساهم في بناء أساس قوي للتعلم المستند إلى الاستكشاف والتفاعل والتعلم النشط، ويعزز المهارات الحركية والإبداعية والاجتماعية للأطفال، ويساهم في تنمية شخصيتهم وثقتهم بأنفسهم.