خطوة بخطوة.. كيف نعلم أطفالنا الكتابة لأول مرة بطريقة صحيحة؟
كتب: ملك أسامة – سما ماهر
اخر المواضيع
الأكثر قراءة
رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء
رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء كتب: روضة سعد – هاجر سامح في حوار شيّق أجراه فريق عمل مشروع أول خطوة مع الأستاذ حسين الزناتي، رئيس…
ما هي الطريقة السليمة لتعليم الطفل الكتابة لأول مرة؟ وما هو العمر المناسب لاكتساب هذه المهارة؟ بالطبع يتطلب الأمر نوعًا من الخبرة في تعليم الطفل خاصة عندما يلتحق بمرحلة الروضة، ويهتم الكثير من الآباء والأمهات بأن يكون طفلهم واعيًا وقادرًا على القراءة والكتابة في توقيت مبكر من عمره، في السطور القادمة يقدم لكم “أول خطوة” الخطوات السليمة لتلك المهمة.
في البداية، تقول الدكتورة عزة حجازي، خبير تربوي، عندما يتعلم طفلك المشي والتقاط الأشياء، اسمحي له بالبدء في تجربة الكتابة. قدمي له قلمًا وورقة واتركيه يبدع بدون توجيه منك. في هذه المرحلة، لن يكون قادرًا على كتابة أي شيء مفيد، لذا لا يجب أن يبدأ في استخدام القلم للكتابة. بدلاً من ذلك، يمكن تعليم الطفل من خلال تشكيل الطين الطبي المخصص للأطفال لتشكيل الأشكال والحروف والأرقام. هذا سيجعل عملية التعلم ممتعة وسهلة بالنسبة له، ويمكنك أن تشاركيه في هذا النشاط. هناك العديد من مقاطع الفيديو المتاحة على الإنترنت في مواقع التعليم بالفيديو أو التطبيقات الإلكترونية التي تساعد في تعليم الأطفال كيفية الكتابة بطريقة سهلة وبسيطة، يمكنك الاستعانة بها حتى يتمكن الطفل من تعلم طريقة الكتابة.
وتوضح عزة أن استخدام ألوان زاهية وجذابة وخطوط سميكة يساعد في تقليد الكتابة بسهولة ولا تنس نطق الحروف والأرقام أثناء كتابتها، ليربط الطفل بين ما يراه وما يسمعه، قومي بوضع نقاط على بعض الحروف السهلة “ويفضل أن تبدأ بالحرف الأول من الاسم المحبب الذي ينادي به طفلك، ثم اجعليه يسير على الخطوط ويصل هذه النقاط ليشعر بأنه قام بإنجاز، كما يساعد التكرار في تثبيت شكل الحروف والأرقام وطريقة كتابتها في ذهن الطفل، ولذلك يجب أن تركزي على كل رقم وحرف؛ حتى يستطيع حفظه.
وعندما يقوم الطفل بكتابة حرف أو رقم، يجب أن نبدأ في التصفيق والتشجيع له، لتحفيزه على الاستمرار في ذلك، كما يجب أن تتحلى الأمهات بالصبر في حالة ارتكاب الطفل خطأ وأن تستخدم أسلوباً بسيطاً في شرح طريقة الكتابة، ولا تلجأ أبداً للغضب، فلا تتخيلي كيف يمكن أن يكون الأمر صعباً على الطفل أن يمسك بقلم ويكتب حروفاً وأرقاماً؛ لأنه سيشعر بألم في يده نتيجة الضغط الزائد على الأصابع، ولذلك عندما يبدأ طفلك في الشكوى والشعور بالملل، يجب أن تكتفي بهذا المستوى وتبحثي عن نشاط آخر محبب له حتى يمارسه.
أما الدكتور إبراهيم حسين، أستاذ الطب النفسي جامعة عين شمس، فيقول إن من 3 – 5 سنوات هو السن الذي يكون فيه الطفل قادرا على تعلم مهارة الكتابة، ويكون قادرًا على التحكم في القلم والإمساك به بالطريقة الصحيحة. وبالتالي يصبح من السهل أن يبدأ بتعلم هذه المهارة، لذلك نؤكد أن كل طفل يختلف عن غيره في قدراته، وبناءً عليه ممكن أن يكون هناك طفل في سن 3 سنوات لديه قابلية للإمساك بالقلم، والبدء في تعلم الكتابة، وطفل آخر غير قادر على ذلك وبالتالي ليس من الممكن أن نحكم على الطفل الآخر بالفشل، ولكن دورنا أن نبدأ معه بالطريقة التي تناسبه، وتؤهله لتعلم أساسيات الكتابة، ومع الاستمرارية سنلاحظ تقدما كبيرا في مستواه.
وتابع أنه قبل أن نبدأ مع الطفل في أساسيات الكتابة، يجب أن يكون هناك تأهيل مسبق لتجنب أي صعوبة أو رهبة في الكتابة. وهنا يأتي دور ولي الأمر. فمن واجب ولي الأمر أن يفهم كيفية تأهيل طفله للكتابة وأن يبدأ معه بالطريقة التي يستوعبها ليصل به إلى مستوى جيد. ومن أهم النصائح التي ستساعده في تأهيل الطفل لتعلم الكتابة هي: أن يتحلى بالصبر، لأن تعلم أي مهارة يتطلب الاستمرارية والكثير من الوقت، خاصة مع الأطفال، واستخدام الألعاب التعليمية، لأن دورها كبير في تشجيع الطفل على الكتابة، وتعليم الطفل كيفية رسم الخطوط قبل تعليمه طريقة كتابة الأرقام والحروف، وتجنب الضغط أو التعنيف في حالة رفض الطفل التدرب على الكتابة. وتشجيع الطفل في كل مرة يستخدم فيها الأقلام، وحث الطفل على الرسم وتلوين الأشكال المختلفة، ومساعدته على الإمساك بالأقلام بطريقة صحيحة، واختيار أقلام مناسبة لحجم يد الطفل، وتوفير عدة ألوان خشبية، وبالإضافة إلى ذلك، هناك مجموعة أخرى من مبادئ تعليم الكتابة للأطفال الذين يحتاجون إليها، حتى نتمكن من الوصول إلى مرحلة جيدة مع الطفل ومساعدته على الكتابة بمفرده.
ويشير إبراهيم إلى أنه توجد العديد من مبادئ تعليم الكتابة للطفل، ومن بينها اختيار المنهج المناسب لعقلية الطفل، وهو الأساس الأول في تعليم الكتابة للطفل. فالمنهج هو الأساس الذي يعتمد عليه الطفل منذ بداية تعلمه لمهارة الكتابة وأساسياتها حتى يتقنها. ومن الطبيعي أن يكون اختيار منهج تعليم الكتابة صعبًا على ولي الأمر نظرًا لمحدودية خبرته في هذا المجال. وبالتالي، يمكن إلى ولي الأمر أن يستعين بمدرسي رياض الأطفال للاتفاق على منهج يتناسب مع سن و عقلية ومهارات طفله. يتم تطبيق هذا المنهج عن طريق خطوات مدروسة يتم الاتفاق عليها بمساعدة مدرسي رياض الأطفال، حتى يتأكد ولي الأمر من ملائمة الخطة لقدرات الطفل. وبعد اختيار منهج تعليم الكتابة للطفل والاتفاق عليه مع المدرس، يبدأ ولي الأمر في تطبيقه مع الطفل. ولكن قبل تطبيقه، يتم تهيئة الطفل للجلوس في الوضعية الصحيحة للكتابة، حتى يتمكن من السيطرة على القلم واستخدامه بسلاسة دون أن يشعر بالصعوبة. هذه الوضعية ستساعد أيضًا الطفل على أن يكون منتبهًا مع ولي الأمر وأن يستمع إلى التعليمات وينفذها. ففي أي وضعية أخرى، قد يشعر بالكسل والخمول ويحاول التهرب من تدريب مهارة الكتابة. لذلك، يجب التأكد من أن مكان جلوس الطفل مريح بالنسبة له، لتجنب أي آلام في الرقبة أو الظهر بعد جلوسه في هذا المكان لفترة من الزمن.
ومن جانبها، تقول مريم علاء، أخصائية تخاطب وتنمية مهارات، إن أفضل طريقة يمكن استخدامها لتعليم طفلك الحروف بالشكل الصحيح هي أن نساعده على أن يفهم طريقة رسم كل حرف بشكل منفصل بخطواته، على سبيل المثال في حرف الألف نقول له أنه يجب رسمه من الأعلى إلى الأسفل، ثم نقوم برسم الهمزة. بعد ذلك نوضح كيفية رسم الهمزة بزواياها حتى نصل إلى شكلها الصحيح، ونكرر هذه العملية حتى يتعلم طفلك كيفية رسم حرف الألف. ثم ننتقل إلى الحرف التالي، وهكذا حتى ننهي جميع الحروف، ونتأكد من قدرته على رسمها بالطريقة الصحيحة. أيضًا الاعتماد على السمع يُعتبر من أهم مبادئ تعليم الكتابة للأطفال في سن 3-5 سنوات، ونلاحظ أنهم دائمًا في الروضات والمدارس يحفظون للأطفال أناشيد الحروف والأرقام؛ لأنهم يدركون أهمية الاستماع في تعليم الكتابة، والتعود على سماع أصوات الحروف يساعد الطفل على ربط شكل الحرف بصوته، وبالتالي يستطيع تذكره بسهولة عند سماع نطق الحرف، ومن هنا يتضح أهمية الاعتماد على السمع في تعليم الكتابة.
وتضيف مريم أن استخدام الأنشطة التعليمية والألعاب المتعددة توجه الحواس في تعلم المهارات الأساسية في الكتابة ، بما يساعد كثيرًا في اكتسابها بشكل أسرع، لأن الإنسان بطبيعته يتعود على أي شيء يحتوي على لعب، ويكون الأمر ممتعًا جدًا بالنسبة للأطفال، ويتعلمون أثناء اللعب دون أن يشعروا بأي ضغط عليهم. وبالتالي، من مبادئ تعليم الكتابة للأطفال في سن 3-5 سنوات، نقوم بتنفيذ بعض الأنشطة والألعاب مع الطفل لمساعدته على تمكنه من التعامل مع القلم والكتابة بالشكل الصحيح، ومن بينها: لعبة العصا الخشبية، حيث نأخذ علبة ونقوم بعمل ثقوب فيها يمكننا إدخال أعواد خشبية صغيرة فيها، ونلون تلك الأعواد بلون الثقوب ونطلب من الطفل أن يحاول إدخال كل عصا في مكانها الصحيح، ونلاحظ حركة يديه وقدرته على إدخال كل قطعة في مكانها. لعبة التقاط الحبات الصغيرة، حيث نأخذ مجموعة من الحبوب أو البذور و نثرها على سطح معين، ونطلب من الطفل أن يلتقط تلك الحبوب باستخدام الأصابع الثلاثة التي يستخدمها في الكتابة، ولكن نحرص على أن تكون الحبوب قليلة لكي لا يشعر بالملل.
وتابعت مريم أنه بعد التأكد من تعلم الطفل المهارات الأساسية للكتابة، تأتي خطوة التحسين، حيث نعلم الطفل كيفية ضبط حجم الخطوط بحيث لا يكون هناك خطوط كبيرة وصغيرة في نفس السطر. كما نحرص هنا على أن يدرك الطفل أهمية تناسق الحروف مع بعضها وكتابتها، وأن يتعود على هذا الأمر، حتى يتمكن من الكتابة بشكل منسق ومفهوم للقارئ. وبهذا نكون قد طبقنا مبادئ تعليم الكتابة للأطفال في سن 3-5 سنوات بطريقة صحيحة تساعد أطفالنا على إتقان الكتابة بسهولة.
و لتعليم الطفل مهارة جديدة، يتطلب ذلك معرفة مبادئ تلك المهارة وتنفيذها خطوة بخطوة، والصبر على الطفل، لكي نحقق نتائج ملحوظة.