كيف نتصرف حين يحصل الطفل على تقييمات ضعيفة في الامتحانات؟

كيف نتصرف حين يحصل الطفل على تقييمات ضعيفة في الامتحانات؟

كتب: ملك أسامة - سما ماهر

اخر المواضيع

الأكثر قراءة

رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء

رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء كتب: روضة سعد – هاجر سامح في حوار شيّق أجراه فريق عمل مشروع أول خطوة مع الأستاذ حسين الزناتي، رئيس…

عندما يعود طفلك من المدرسة أو الروضة، ويحمل معه نتائج الاختبارات في المواد المدرسية، يلاحظ والداه عادة الدرجات أو التقييمات السيئة التي حصل عليها في بعض المواد. وهنا تبدأ ردود الفعل السلبية تظهر تجاه الطفل، مع النقد والغضب وأحيانًا الإيذاء اللفظي والجسدي والتهديد. ولكن الحقيقة هي أن بعض الدرجات السيئة لن تؤثر على الطفل ولن تدمر مستقبله، بينما الإيذاء والغضب ووصفه بالكسل وعدم الفائدة يمكن أن يكون له تأثير مدمر على شخصية الطفل في المستقبل. فكيف يمكنك التعامل مع الدرجات المدرسية السيئة التي قد يحصل عليها طفلك؟

تقول الدكتورة هالة حماد، استشاري الطب النفسي، إنه عندما يتعرض الطفل للتعنيف اللفظي أو الجسدي من قبل والديه بسبب عدم تحقيق النتائج المتوقعة منه في المدرسة، فإن ثقته بنفسه تتضرر بشكل كبير. ويشعر الطفل على المدى البعيد بأنه ليس ذو قيمة وأنه يجب أن يبقى على هامش الحياة. ولكن ننصحك بأن تحافظي على هدوئك، وأن تحاولي أن تشرحي له أنك غير راضية عن هذه النتيجة، وفي الوقت نفسه تسعين لمساعدته على تحسين أدائه الدراسي، ابدئي بتشجيع طفلك وإشادته بالتقدم الذي حققه في المواد الأخرى، فهذا سيعزز ثقته بنفسه ويحفزه للتطور وتطوير مهاراته في هذه المواد بشكل أفضل وأفضل.

وتابعت حماد أنه عندما تكتشفين أسباب الدرجات السيئة لطفلك، فإنك تقطعين نصف الطريق نحو مساعدته. قد تكون المشكلة في تركيزه في الصف، مثلاً قد يكون الشرح غير كافٍ بالنسبة له في بعض المواد، أو قد يكون الموقع الذي يجلس فيه غير مناسب للتركيز والمشاركة في الصف. لذا، من الضروري التواصل مع المدرسة لمناقشة المشكلة مع المعلمين والبحث عن طرق لمساعدة طفلك على تحسين وضعه في الصف وزيادة تركيزه.

وتضيف: حاولي توفير بيئة مناسبة له للدراسة في المنزل، مثل مكان هادئ ومريح للجلوس، طاولة واسعة يمكنه وضع أدواته عليها بسهولة، وإضاءة جيدة. إذا كان طفلك بحاجة إلى مساعدة في الدروس ولم تتمكني من تلبية احتياجاته، يمكنك الاستعانة بمدرس خصوصي. أيضا اهتمي بتغذية وصحة طفلك، وتأكدي من أنه يحصل على كمية كافية من الطعام وأنواع الأطعمة المفيدة التي تمنحه الطاقة والقدرة على التركيز. قدمي له الخضراوات والفواكه والأطعمة الغنية بالفيتامينات والمغذيات في نظامه الغذائي. ومن جهة أخرى، تأكدي من أنه يحصل على ساعات كافية من النوم، حتى يكون لديه النشاط الكافي والقدرة على التركيز في المدرسة. كما تأكدي من أنه لا يعاني من مشاكل في النظر أو السمع التي تعوقه عن التركيز بشكل كامل.

وتشير الدكتور سهاد رضوان، أستاذة علم النفس التربوي، إلى أن تجربة السقوط والشعور بالفشل وعدم القدرة على النجاح غالبًا ما تكون قاسية على الأشخاص الذين يمرون بها، حتى لو لم يعبر الطفل عن مشاعره، لأنه قد يصاب بحالة من اللامبالاة تجاه هذا الموقف عند تكراره، لذلك يجب على الوالدين التعامل مع هذه المشكلة بحكمة، لتحسين قدرة الطفل على التحصيل الدراسي. وعندما تلاحظ الأم تراجع مستوى دراسة طفلها وتكرار رسوبه في الاختبارات المدرسية، يجب عليها أولاً معرفة الأسباب التي تؤدي إلى هذه المشكلة.

وذكرت أن بعض الأطفال يعانون من مشكلة في الإدراك، مما يؤثر على أدائهم الدراسي وتجعلهم أقل من زملائهم في المدرسة. في حالة وجود هذه المشكلة، يمكن إجراء اختبار ذكاء للطفل لتحديد مستوى إدراكه ومحاولة مساعدته من خلال مجموعة من التمارين التي تساعد على تحسين الإدراك. قد يكون سبب تأخر المستوى الدراسي هو عدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة بسبب التعرض للتنمر أو الإيذاء النفسي، سواء من الأقران أو المعلمين. لذلك، يمكن الاستعانة بخبير نفسي متخصص في المدرسة للبحث عن الطرق المناسبة التي تساعد الطالب على التعافي من هذا الاضطراب النفسي.

وتضيف أن بعض الأطفال يشعرون بالإحباط والاستسلام تجاه إكمال دراستهم، بسبب انشغالهم باللعب وممارسة التمارين الرياضية. ويمكن اكتشاف هذا الأمر من خلال التحدث معهم ومع معلمتهم في المدرسة، لفهم أفكارهم. ويمكن حل هذه المشكلة عن طريق غرس قيمة العلم والتوعية بأهمية التعليم في تقدم الأمم. بعض الأطفال يعانون من الكسل وعدم القدرة على الذهاب إلى المدرسة، سواء لأسباب نفسية أو جسدية. يمكن للوالدين استشارة طبيب متخصص لمعرفة أسباب هذه الحالة وتحديد طرق العلاج التي تساعد الأطفال على استعادة صحتهم وشغفهم مرة أخرى.

من جانبه، يرى الدكتور هيثم حسين، أخصائي طب نفس الأطفال، أنه يجب على الآباء اتباع بعض النصائح والإرشادات للتعامل مع طفلك، من بينها: عدم المقارنة بين الطفل وأشقائه وأقرانه في المدرسة، حتى إذا كانوا أكثر تفوقًا منه، والتواصل المستمر مع معلميه، مع الحرص على وضع خطط مشتركة لتسهيل الأمور، وعدم توبيخ الطفل وإهانته على الصعيد النفسي، مثل تسميته بالفاشل أو الراسب، وعدم الحديث مع الآخرين عن تفاصيل الطفل، خاصة أمامه، والاستمرار في تشجيعه في جميع المراحل السابقة.

ويؤكد هيثم على أهمية استخدام الخيال والحكايات لزرع قيم النجاح في ذاكرة الطفل، حيث يُعد ذلك من الطرق الفعالة، فضلاً عن ممارسة الرياضة والمشاركة في أنشطة مختلفة حيث يمكن أن يساعد ذلك في تجديد نشاط الطفل، والاهتمام بتقسيم الوجبات وتناول الطعام الصحي والمغذي يعتبر أمرًا مهمًا، وتنظيم وقت الجلوس أمام الشاشات يعتبر أمرًا ضروريًا.

هل يتكرر حصول طفلك على هذه الدرجات السيئة؟ أم أن هذه المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك؟ إذا كان الأمر كذلك، فبالتأكيد هناك مشكلة يجب أن نبحث عنها ونحلها.. وفي النهاية، يجب أن نعذره وندعمه دائماً ليثق في نفسه ويصبح شخصاً ناجحاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *