هكذا تتشكل شخصية أطفالنا في مرحلة الـ KG
كتب: روضة سعد - هاجر سامح
تساعد مرحلة رياض الأطفال في توجيه نمو طفلك باستخدام الأدوات والمواد التعليمية اللازمة، ويستمر الأطفال في النمو جسديًا بسرعة فضلا عن تطور مهاراتهم الحركية بصورة أفضل. بالإضافة إلى ذلك، هذه هي المرحلة التي يصبح فيها إدراكهم للعالم أكثر دقة. وهذا يدل على أن مرحلة رياض الأطفال هي مرحلة مهمة لنمو الطفل.
ويبدأ الأطفال خلال هذه المرحلة إتقان المهارات الأساسية مثل الجلوس، والمشي، والتدريب على استخدام المرحاض، واستخدام الملعقة، و التنسيق الكافي بين اليدين والعين لالتقاط الكرة ورميها. وبالمثل، سوف تنمو مفرداتهم إلى ما يقرب من 1500 كلمة. وسيكونون قادرين على إنتاج جمل مكونة من خمس إلى سبع كلمات، وتعلم كيفية سرد القصص المألوفة وترديد الحكايات. كما يمكنهم أيضًا إظهار تحكم جيد إلى حد ما في استخدام أقلام الرصاص وأقلام التلوين والمقص. وتشمل المهارات الحركية الأخرى القدرة على القفز والتوازن على قدم واحدة.
في هذا الإطار، يقول الدكتور حسام محمد، أستاذ علم النفس التربوي في كلية التربية للطفولة المبكرة بجامعة المنوفية، إنه يجب إعداد الطفل ليستطيع حل المشكلات البسيطة وذلك خلال مرحلة الروضة، أو الطفولة المبكرة، من خلال التوجيه والنصائح وعرض بعض المشاكل البسيطة التي تواجههم وإشراكهم في حلها وجعلهم يعتمدون على أنفسهم، وتقديم المساعدة التي تجعلهم يفكرون في حل المشكلة التي يتعرضون لها وكيفية حلها.
وأشار حسام إلى أنه يجب استغلال حب الأطفال للبحث وحب الاستطلاع وتوفير أنشطة وألعاب بسيطة تناسب سنهم بحيث تجعلهم يحاولون استكشاف العالم من حولهم وتطوير الأفكار وتوفير الوسائل والظروف المناسبة التي تجعلهم يستغلون أوقاتهم والاستمتاع بذلك. وتلعب مرحلة رياض الأطفال دوراً كبيراً في تكوين شخصيتهم وتوجيههم إلى الطريق الصحيح وتقويم سلوكهم وتشجيع المهارات العقلية والاتزان النفسي وكذلك إعداد جيل للمستقبل وغرس القيم والأخلاق وحب الوطن والانتماء، وتشهد هذه المرحلة غرس أول بذرة في الطفل.
وأوضح حسام أن مبادئ التربية خلال مرحلة الطفولة المبكرة تتلخص في عدم استخدام القسوة والعنف والشدة في التربية، وإنما يجب التعامل معهم بقدر من التفاهم، وقد نلجأ للعقاب البسيط ولكن بدون عنف وإذا ارتكب الطفل أي خطأ شديد يجب التحدث معه لإرشاده بهدوء.
وقالت ندى الشيمي، أخصائية تربوية بإحدى المدارس، إن مرحلة الروضة تشهد تشكيل شخصية الطفل، وقد يكون الطفل عنيداً ومتمرداً، ويريد كل شيء خلال هذه المرحلة، وكل شئ يريد أن يقوم به بنفسه، ولهذا يجب على الآباء والأمهات و”الميسات” في الـ KG أن يستمعوا بشكل جيد للطفل، ومشاركتهم في الآراء لكي يشعر بحرية رأيه، والأسلوب الأكثر تفضيل في هذه الحالة اعتماد أسلوب المناقشة معهم، ولا يجب أن نقابل العناد بالعناد، وإنما بالإقناع والمناقشة، وهذا الأسلوب سيمكننا من احتواء الطفل وإيجاد وسيلة تواصل، بالإضافة إلى عدم إجبار الطفل على القيام بشيء لا يرغب في القيام به أو فعله.
وتؤكد الشيمي على أهمية مشاركة أولياء الأمور في تعليم أبنائهم وتعزيز العلاقة ما بين المنزل والمدرسة، لأن المدرسة تعمل على توفير البيئة المنزلية المهمة والمناسبة للتعلم، وتسهم في تحقيق أهداف الطفل وتدعمه وتعزز طموحاته.
وتضيف الشيمي أنه يجب توفير العديد من الأنشطة والألعاب للتعلم والنمو، حيث تتمثل تلك الأنشطة في الرسم والتلوين، وألعاب البازل وتركيب الأشكال مثل البيوت والأهرامات، وهذه الأنشطة لا تحقق لهم المتعة والتسلية فقط بل تساعد في تطوير مهاراتهم المعرفية وقدراتهم بشكل عام، كما أن الطفل في هذا السن لديه فرط حركة وطاقة كبيرة يحاول إخراجها في الألعاب والنشاطات، ويجب على الآباء والأمهات الانتباه إليهم وتطوير مهاراتهم وهواياتهم وتنميتها وذلك يعتمد على دور الأب والأم ودور رياض الأطفال.
أما هالة عماد، أخصائية بإحدى رياض الأطفال، أن الأنشطة التي يقوم بها الأطفال خلال الفترة الدراسية مختلفة ومتنوعة منها الغنائية والقصصية والفنية، بالإضافة لحفلات عيد الطفل وعيد الأم واحتفال 6 أكتوبر وتكريم الطلاب المتفوقين والحاصلين على جوائز بالأنشطة المتنوعة، وكل هذه الأنشطة تسهم في تنمية الوعي والإدراك لدى الطفل وتجعله أكثر اتصالا وتفاعلا بالعالم الخارجي.
وأوضحت عماد أن الأطفال يتأثرون بالأحداث الخاصة بغزة ولذلك نحن نعلمهم العديد من القيم من خلال الأغاني الوطنية، فضلا عن قيم الوحدة الوطنية، كما نعمل أيضا على تنمية روح المسئولية الاجتماعية لديهم عن طريق برامج تدريبية لتنمية مهارات التفكير ولعب أدوار في قصص وتوزيع المسؤوليات عليهم.