ملائكة « متلازمة داون».. تنقذهم أمهاتهم من الإجهاض وتقتلهم نظرة المجتمع
كتب: ملك أسامة
اخر المواضيع
الأكثر قراءة
رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء
رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء كتب: روضة سعد – هاجر سامح في حوار شيّق أجراه فريق عمل مشروع أول خطوة مع الأستاذ حسين الزناتي، رئيس…
وجوه ملائكية تحب وتتودد إلى الآخرين، ولا تسعى إلا للحصول على المحبة الصادقة والاهتمام المتبادل، هذه الوجوه تنتمي لأولئك الذين يحملون قلوبًا راضية بما قسمه الله لهم، بعد أن وُلدوا مصابين بمتلازمة داون والأمراض المصاحبة لها. ومع ذلك، فإنهم قادرون على التعايش مع من حولهم، ولا يعرفون المستحيل ولا يضلون طريقهم أبدًا، بل يسعون جاهدين لتحقيق أهدافهم بغض النظر عن الصعاب التي يواجهونها.
هؤلاء الأشخاص المعروفون بـ “ذوي الهمم” يسعون لإيجاد الحب فقط، ويتضح أنهم مستعدون للتضحية من أجل أحبائهم لرؤية الابتسامة على وجوههم، على الرغم من أن العديد منهم يواجهون التنمر والرفض من بعض الأشخاص في محيطهم. وفي رحلتهم للبحث عن الحب والقبول من الآخرين، لا يمكن تجاهل المعاناة التي تصيب العائلات التي يكون لديها أطفال يعانون من متلازمة داون.
يقول الدكتور محمود طلعت، مدير مؤسسة لعلاج ذوي الاحتياجات الخاصة، إن الأطفال المصابين بمتلازمة داون يحتاجون إلى معاملة خاصة تتضمن الحب والدعم. حيث يحتاج هؤلاء الأطفال إلى الاحتواء الذي يعزز ثقتهم بأنفسهم ويشجعهم على تحقيق إمكاناتهم الكاملة. يجب على الأهل تحفيز الطفل وتشجيعه على تطوير مهاراته وتحقيق أهدافه بطريقة إيجابية ومحفزة. ويجب على الأهل معاملة الطفل المصاب بمتلازمة داون بكل احترام ومساواة، دون التفرقة بينه وبين الأطفال الآخرين. ويجب على الأهل توفير بيئة داعمة ومحفزة للطفل المصاب بمتلازمة داون، تساعده على التعلم والتطور بشكل أفضل. كما يجب على الأهل الاهتمام بصحة الطفل وتوفير الرعاية الطبية اللازمة، بالإضافة إلى توفير فرص تعليمية مناسبة لتطوير مهاراته.
ويضيف طلعت أنه يجب على جميع أفراد الأسرة أن يعبروا عن حبهم واهتمامهم تجاه الطفل الذي يعاني من متلازمة داون، وأن يشعروه بأنه طفل عادي لا يختلف عن الآخرين، وذلك لتعزيز ثقته بنفسه وتوفير فرص أكثر له للتفاعل مع المجتمع بشكل عام، ويجب مراقبة الطفل منذ الصغر لاكتشاف مميزاته ومواهبه، وهذا يساعد في تعديل سلوكه وتطوير مهاراته. يجب معرفة نقاط ضعف الطفل المصاب بمتلازمة داون، وذلك لاختيار البرامج المناسبة لتعديل سلوكه وتطوير مهاراته، ويجب اكتشاف ما يحبه الطفل المصاب بمتلازمة داون وما يكرهه، وذلك لتجنب أي مشاكل والتعامل معه بالطريقة المفضلة لديه. يجب أن تتحلى الأم بالصبر، حيث يعاني بعض الأطفال المصابين بمتلازمة داون من بطء الاستجابة، وبالتالي يتطلب تعليمهم وتعديل سلوكهم وتطوير مهاراتهم مزيدًا من الجهد يجب التركيز على اختيار البرامج التعليمية المناسبة لتأهيل الطفل المصاب بمتلازمة داون، وذلك لتطوير قدراته العقلية وزيادة ثقته بنفسه وتحسين علاقته بالمجتمع بشكل عام. يجب دمج الطفل المصاب بمتلازمة داون مع المجتمع وتجنب عزله عن الناس، وذلك لكسبه مزيدًا من الخبرات وتطوير قدرته على التواصل مع الآخرين والبيئة المحيطة به.
وتقول الدكتورة صافيناز عبد السلام، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، إنه يجب على الأسرة أن تتعامل بأسلوب صحي وسليم مع طفلها المصاب بمتلازمة داون من خلال قبول الحقيقة ووجوده والتعامل معه بحب واحترام دون أي شعور بالعار أو الخجل. كما يفضل على الأسرة أن تبحث عن المعلومات والموارد التي تساعدهم على فهم متلازمة داون بشكل أفضل، وأن تتواصل مع الخبراء والمتخصصين للحصول على الدعم والنصائح اللازمة. ويحتاج الطفل المصاب بمتلازمة داون إلى الكثير من الدعم العاطفي من أفراد أسرته، وعليهم أن يقدموا الحب والتشجيع والدعم له في كل مرحلة من مراحل نموه. يجب على الأسرة أن تعمل على الحفاظ على توازن بين تلبية احتياجات الطفل المصاب بمتلازمة داون واحتياجات باقي أفراد الأسرة، مع الحرص على عدم إهمال أي شخص. يجب على الأسرة أن تشجع الطفل وتعزز إيجابياته، وألا تركز على الصعوبات بل على القدرات والإنجازات التي يحققها الطفل. يجب على الأسرة توفير الفرص والأنشطة التي تساعد الطفل على تنمية مهاراته العقلية والاجتماعية والجسدية بشكل شامل.
وتشير صافيناز إلى بعض الأخطاء التي تقوم بها الأسرة دون قصد في تربية طفلها المصاب بمتلازمة داون، ومنها الخوف الزائد، حيث يمكن للأهل أن يحموا الطفل بشكل زائد مما يمنعه من تجربة التحديات والنجاحات، ويقلل من فرصة في التطور والنمو، ومن المخاطر الأخرى التهميش، حيث يمكن للأهل أن يعزلوا الطفل عن بقية أفراد الأسرة مما يجعله يشعر بالعزلة والاضطراب النفسي. وعدم تحفيز التطور، حيث يمكن للأهل أن يتجاهلوا تحفيز الطفل على تطوير مهاراته اللغوية والاجتماعية مما يؤثر سلبًا على نموه الشخصي. وانتظار المستحيل منه، حيث يمكن للأهل أن يضعوا توقعات غير واقعية على الطفل مما يزيد من الضغط عليه ويقلل من ثقته بنفسه. لتجنب هذه الأخطاء، يجب على الأهل تقديم الدعم والرعاية اللازمة للطفل المصاب بمتلازمة داون وتشجيعه على تطوير مهاراته والمشاركة في الحياة اليومية بشكل طبيعي.
وتضيف صافيناز أنه يمكن أن يكون عزل الأطفال المصابين بمتلازمة داون عن العالم الخارجي ضارًا لهم من النواحي النفسية والاجتماعية فالتواصل مع العالم الخارجي يساعد الأطفال على تطوير مهاراتهم الاجتماعية واللغوية ويساهم في تحسين جودة حياتهم بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي العزل إلى شعور الطفل بالوحدة والاضطراب النفسي، ويمكن أن يؤثر سلبًا على تطورهم العقلي والعاطفي، لذلك من الضروري أن يتمكن الأطفال المصابون بمتلازمة داون من التفاعل مع المجتمع والاستفادة من الدعم والرعاية اللازمة لتحقيق تقدمهم ونموهم الشخصي.
من جانبها، تقول الدكتورة آية محمد عبدالرازق، أخصائية تخاطب وتربية خاصة وأخصائية ذوي احتياجات خاصة، إن من بعض أساليب الدعم والتحفيز النفسي لأطفال متلازمة داون أن نشجع الطفل على أن يكون مستقلاً في أموره الشخصية مثل ارتداء الملابس والاعتناء بنفسه وغيرها. قدم له مهام منزلية ولكن تأكد من ملاءمتها لقدراته العقلية وانتباهه. قسم المهام إلى خطوات صغيرة و اشرحها له بالتفصيل حتى يتمكن من إنجازها بشكل روتيني. إذا ارتكب طفلك خطأً، لا تقل له “هذا خطأ”، بل اطلب منه المحاولة مرة أخرى أو قدم له الإجابة الصحيحة واطلب منه تكرارها. ردود الفعل التصحيحية الفورية تكون أكثر فعالية من التأخير. اكتشف ما يتعلمه طفلك في المدرسة والبحث عن طرق لتطبيقها في المنزل. كن مرنًا في تحقيق الأهداف، على سبيل المثال، إذا واجه طفلك صعوبة في الكتابة بالقلم الرصاص، علمه الكتابة باستخدام الكمبيوتر. اطلب من طفلك تكرار التعليمات أو إعادة صياغتها للتأكد من فهمه للمهمة التي يقوم بها. ابحث عن الفرص الاجتماعية في مجتمعك، حيث ستساعد طفلك على تطوير مهاراته الاجتماعية والاستمتاع أيضًا. تحدث مع أولياء الأمور الآخرين في مواقف مشابهة لك، حيث يمكنك الحصول على المشورة العملية والدعم العاطفي. كن صبورًا ومتفائلًا أمام طفلك وامنحه نفس القدر من الحب والدعم، فهذا هو ما يحتاجه كأي شخص آخر.
ويوضح محمد صلاح الأمين، أخصائي تربية خاصة ومؤسس مجموعة الهدف للتربية الخاصة، أن واحدة من أفضل طرق تعليم الأطفال المصابين بمتلازمة داون هي استخدام الصور والرسوم والعروض التوضيحية المرئية. هذه الطريقة فعالة لتدريس الأطفال المصابين بمتلازمة داون لأنهم يمتلكون قدرة قوية على التعلم البصري. كما يمكن أيضًا استخدام التعليم الصوتي والوسائل اليدوية والأنشطة لمساعدتهم على فهم وتطوير مفاهيم الأرقام. يمكن أيضًا أن يستفيدوا من المشاركة في الأنشطة التعليمية مع الطلاب الآخرين لزيادة فرص التعلم. يمتلك الأشخاص المصابون بمتلازمة داون مهارات اجتماعية جيدة يمكن استغلالها بشكل إيجابي. يمكن أيضًا استخدام الأنشطة التي تنطوي على اللمس لجذب انتباه الأطفال المصابين بمتلازمة داون.
ويؤكد أيضا أنه من المهم أيضًا التحدث مباشرة مع الأطفال المصابين بمتلازمة داون باستخدام لغة واضحة وجمل قصيرة. يجب استخدام ملامح الوجه المناسبة التي لا تسبب الارتباك لهم. ومن الضروري عدم تقديم الدعم الزائد لهم لمساعدتهم على تحقيق الاستقلالية والاعتماد على أنفسهم.
أن التعامل مع اطفال متلازمة داون ليس صعبًا جدًا، وأن كل ما علينا فعله هو أن نفهم متلازمة داون بشكل جيد وأن نقوم بالتدخل المبكر الذي يعمل على تحسين جودة حياة الأطفال والبالغين المصابين بهذا الاضطراب بشكل كبير وأن نساعدهم على أن يعيشوا حياة مليئة بالإنجازات.