الاكتئاب يسرق البسمة من أطفالنا.. ما هي الأعراض الخمسة الأكثر شيوعًا؟
كتب: حميدة عبدالمحسن
اخر المواضيع
الأكثر قراءة
رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء
رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء كتب: روضة سعد – هاجر سامح في حوار شيّق أجراه فريق عمل مشروع أول خطوة مع الأستاذ حسين الزناتي، رئيس…
الأطفال الذين لم تتفتح عيونهم على الدنيا بعد، يصابون بنوبات اكتئاب حادة، ورغم عدم وجود تقديرات دقيقة حول هذه الحقيقة الصادمة، إلا أن الدراسات تؤكد ارتفاع معدلات الإصابة بأعراض هذا المرض النفسي بين الأطفال، حيث يصابون بالعزلة ويتوقفون عن الاندماج مع أقرانهم، ويشعرون دائما بالحزن، كما يميلون للبكاء المستمر والحساسية الشديدة تجاه المواقف.. فهل هناك أسباب تؤدي لإصابة الأطفال بهذا المرض؟ وما هي أعراضه؟ وكيف يمكن أن يتعامل الوالدان في مثل هذا الموقف؟
في البداية، تقول الدكتورة هالة عبدالعزيز، استشاري الطب النفسي، أن هناك استبيانات يتم ملؤها لتأكيد الإصابة بمرض الاكتئاب في مرحلة التشخيص الأول، ونستعين بالأم والأب لجمع البيانات الكافية حول الطفل المصاب، ومن أشهرها اختبار “بيك” للاكتئاب عند الأطفال، ومن الأعراض العضوية التي يتعرض لها الأطفال المصابون بالاكتئاب: التعب العام والضعف وعدم القدرة على القيام بأي نشاط، وأيضا أعراض جسدية أخرى ليس لها تفسير طبي مثل ألم البطن، وقد يصل الأمر أيضاً إلى الترجيع الذي ليس له سبب طبي والشكوى الدائمة من الصداع وآلام متفرقة في الجسد والمفاصل، ومن الضروري لتخفيف هذه الأعراض أن نساعد الطفل على التعبير عن مشاعره بحرية، وقضاء وقت في التحدث معه، ومعرفة ما يمر به في يومه وتقديم المساعدة والدعم له، ومساعدته على الالتزام بروتين يومي معين، بحيث يقضي وقته في نشاط مفيد مثل ممارسة الرياضة واللقاء مع الأهل والأصدقاء، بالإضافة إلى حث الأسرة على عدم مناقشة المشاكل أمام الأطفال، وعدم وجود الأطفال كطرف في العلاقة المضطربة بين الزوجين كنوع من الضغط على الطرف الآخر، وتقبل الأطفال مهما كانت قدراتهم، وعدم التعامل بطريقة الحب المشروط (أنت ابني سوف أحبك مهما كان قدراتك ومهما كانت درجاتك) بغض النظر عن أي عامل آخر، ومن الضروري أيضًا عدم مقارنة الطفل بزملائه أو أقرانه فيما يتعلق بالآداء الدراسي أو القدرات العامة وطلب المساعدة على الفور عند ملاحظة أي عرض من أعراض الاكتئاب عند الطفل.
وتكشف الدكتورة هالة عن أسباب المرض، قائلة: هناك نظريات مختلفة يمكن أن تفسر سبب إصابة بعض الأطفال باضطراب الاكتئاب، أولها العوامل الجينية ووجود تاريخ عائلي للإصابة بالاكتئاب، فإذا كان أحد الأبوين مصابا بالاكتئاب، تزداد احتمالية الإصابة بالمرض عند الأطفال، ثانياً الاضطراب في نسب الموصلات العصبية الموجودة في الدماغ وأشهرها نقص السيروتونين والدوبامين، ثالثاً الخبرات المؤلمة وتجارب الحياة الضاغطة التي يتعرض الطفل لها مثل فقدان أحد الأبوين أو التعرض للعنف سواء كان جسديًا مثل الضرب أو عاطفياً مثل الإهانة والإهمال والاضطهاد، وأيضا التعرض للازدراء من الزملاء في المدرسة، فالتنمر يسهم بشكل كبير في إصابة الطفل بالاكتئاب الذي قد يصل إلى الأفكار الانتحارية، ورابعاً هناك أسباب طبية مثل قصور الغدة الدرقية والإصابة بمرض السكري، وغيرها من الأمراض المزمنة، كما يزداد خطر الإصابة في الأطفال ذوي الإعاقة والذين يعانون من اضطرابات في التعلم وأطفال فرط الحركة وتشتت الانتباه، وتختلف الأعراض في الأطفال إلى حد ما عنها في الكبار من حيث الشعور بالحزن والانفعال الشديد الذي قد يصل إلى نوبات من الهياج، وفقد الاهتمام بممارسة الأنشطة المفضلة مثل ممارسة الرياضة والرسم وغيرها من الهوايات التي كان يهتم بها الطفل قبل الإصابة بالمرض بالإضافة إلى الانعزال والابتعاد عن الأصدقاء والأهل وعدم الرغبة في المشاركة في المواقف الاجتماعية والشكوى الجسدية المستمرة والتعب وعدم وجود طاقة، وشعور الطفل بأنه غير محبوب أو عديم القيمة بالإضافة إلى الهبوط الحاد في الأداء المدرسي وعدم القدرة على التركيز والتفكير والشكوى الدائمة من النسيان (ضعف الذاكرة).
وتضيف هالة أن من بين الأعراض الشائعة للمرض بين الأطفال حدوث اضطراب في النوم مع وجود أحلام مزعجة وكوابيس وزيادة نقص الشهية ونقص الوزن والإحساس المستمر بالذنب وإلقاء اللوم على النفس، وفي بعض الأحيان التفكير في الموت والانتحار، كما أن المشاكل المادية التي ينتج عنها عدم تلبية احتياجات الأطفال وبالتالي شعور الطفل بأنه مختلف عن أقرانه الذين يتم تلبية احتياجاتهم (الطفل يمكن أن يفسر هذا لأنه لا يستحق أو أن تصرفات وسلوك أبويه هي السبب في حرمانه من احتياجاته) لأنه لا يستطيع أن يستوعب الظروف المادية.
وتابعت هالة أن العنف الأسري والمشاكل بين الزوجين، والانفصال عن الأم، وعدم وجود الأب وعدم الاستقرار الأسري والشعور بالخوف وعدم الأمان، كلها عوامل تسهم في الإصابة بالمرض، ويمكن أن نميز بين إصابة الطفل بالاكتئاب وبين شعوره المؤقت بالحزن، فالشعور بالحزن أو التقلب المزاجي هو حالة عرضية تستمر لفترة قصيرة من الوقت وتعتبر نتيجة أو ردة فعل لموقف ما، أما الاكتئاب لكي يتم تشخيصه فإنه يجب أن تتوفر خمسة أعراض سبق ذكرها لمدة أسبوعين على الأقل، واثنين من هذه الخمسة أعراض على الأقل وهما الشعور بالحزن أو الهيجان، فضلاً عن عدم الرغبة أو عدم الاستمتاع في ممارسة الأنشطة المفضلة .
أما الدكتور إبراهيم مجدي، استشاري الطب النفسي، فيذكر أن الاكتئاب مرض عضوي ينتج عن خلل في المخ، وممكن أن يصيب الأطفال أو الكبار والأطفال المعرضون له هم الذي لديهم تاريخ وراثي مثل الأب أو الأم أو أحد الجدود، ومن الممكن أن يولد به الطفل في خريطته المرضية الجينية، وعند التعرض لضغوطات شديدة أو ضرب مبرح أو فقد لأحد من أهله يظهر عليه المرض، ومن أهم الأعراض العنف الشديد أو البكاء المستمر أو عندما يقول أنا لا أحد يحبني، ومن الممكن أن يكون الانفصال غير الحضاري بين الأب والأم سببًا من الأسباب المؤدية لاكتئاب الطفل والصراعات بين الوالدين و زراعة الكراهية من الوالدين للطفل، وأيضاً الظروف إلا مجرد تصادية ممكن تكون عاملاً، ولكن ليست عاملاً قوياً، وأيضاً الأطفال المصابون بأمراض القلب هم أكثر عُرضة للإصابة بالاكتئاب، لأنهم ممنوعون من اللعب وأيضاً الأطفال الذي لديهم أنيميا حادة.
وأضاف مجدي أن الحزن ينتج عن وجود سبب واضح، ولكن الاكتئاب لا يلزم وجود سبب واضح، فالاكتئاب يستمر مع آلام جسدية وعزلة وأفكار انتحارية، أما الحزن فهو مجرد عرض من أعراض الاكتئاب.