حالة طارئة.. لماذا يُصاب «البيبي» بالصفراء؟
كتب: حميدة عبدالمحسن – منى ناصر
الصفراء هي حالة مرضية تؤدي إلى تغير لون الجلد والعينين إلى اللون الأصفر أو الأصفر الباهت، ويحدث ارتفاع مستوى الصفراء نتيجة زيادة كمية مادة “البيليروبين” في الدم، وهي صبغة صفراء اللون تُصنع أثناء تكسير خلايا الدم الحمراء، والصفراء عند حديثي الولادة هي حالة شائعة تصيب ما بين 70 إلى 80% من الأطفال الرضع ولكن بنسب تركيز متفاوتة، وفي كل الأحوال يجب الحذر من الصفراء لأن إهمالها قد يشكل خطرا كبيرا على حياة المولود، وهو ما نكشف عنه في السطور القادمة
في البداية، هناك أنواع مختلفة من الصفراء، بما في ذلك الصفراء الفسيولوجية (الطبيعية) والصفراء التكسيرية (المرضية).
حيث يقول الدكتور جمال أحمد، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، إن من أعراض الصفراء أن تصبح بشرة الطفل أكثر اصفرارًا، وقد يظهر اصفرار أكثر وضوحًا في مناطق مثل بطن الطفل، وذراعيه، وساقيه، وقد يميل لون بياض العينين للطفل أيضًا إلى اللون الأصفر، وقد يشهد الطفل انخفاضًا غير طبيعي في وزنه أو تدهورًا في معدل نموه، وقد يعاني الطفل من بكاء مستمر وغير مريح. وتعتبر الولادة المبكرة وعدم تلقي الطفل كمية كافية من حليب الأم أو الرضاعة الاصطناعية، بالإضافة إلى مشاكل الكبد أو نقص إنزيم “البيليروبين”، من أسباب حدوث صفراء الأطفال الرضع.
ويضيف الدكتور جمال أنه يمكن علاج الصفراء باستخدام العلاج بالضوء، وهو عبارة عن تعرض الجلد لضوء خاص يساعد على تحويل البيليروبين إلى شكل يمكن للكبد تفكيكه بسهولة، كما يُستخدم أيضًا علاج الصفراء عن طريق عملية نقل الدم، حيث يتم استبدال دم الطفل بدم من متبرع متوافق، ومعظم الأطفال يستجيبون جيدًا للعلاج ويمكنهم المغادرة من المستشفى بعد عدة أيام، ولكن من الضروري استشارة الفريق الطبي المختص لتشخيص الحالة وتوجيه العلاج المناسب.
أما الدكتور حمدي عواد، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، فيقول إن هناك أنواع لمرض الصفراء، حيث تتمثل في:
١. الصفراء الفسيولوجية أو الطبيعية
تحدث مع معظم الأطفال خلال يومين أو ثلاثة بعد الولادة نتيجة عدم استيعاب الكبد لكمية البيليروبين بشكل كامل، والعلاج المناسب لهذا النوع هو الرضاعة الطبيعية الكافية ومتابعة الطفل مع طبيب أطفال متخصص.
- الصفراء التكسيرية:
تظهر في غضون 24 ساعة من الولادة وتحدث نتيجة اختلاف فصائل الدم بين الأم والطفل، هذا النوع يسبب تكسيرًا شديدًا في كرات الدم الحمراء ويؤدي إلى حدوث الصفراء. في حالة الصفراء التكسيرية، يكون القلق الأساسي هو سلامة مخ الطفل ومخاطر المضاعفات المحتملة.
وفي حالة الصفراء التكسيرية، فإنه من المطلوب في العلاج إدخال الطفل إلى وحدة الرعاية المبتسرة (الحضانة) لتلقي العلاج بالضوء المتخصص الذي يتوفر فقط في الحضانات، وقد يتطلب أيضًا إعطاء حقن للطفل لوقف عملية التكسير، ويتم متابعة الحالة بشكل مستمر لتجنب أي خطورة أو مضاعفات.