المشاية والأطفال: متاهة الأمان والمخاطر المحتملة هل التكنولوجيا تشكل تهديداً لصحتهم وأمنهم؟
كتب: هاجر سامح
اخر المواضيع
الأكثر قراءة
رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء
رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء كتب: روضة سعد – هاجر سامح في حوار شيّق أجراه فريق عمل مشروع أول خطوة مع الأستاذ حسين الزناتي، رئيس…
في ظل التطور التكنولوجي السريع والتغير في أنماط الحياة المعاصرة، أصبح الأطفال أكثر عرضة للمخاطر المرتبطة باستخدام المشاية، على الرغم من الفوائد التي قد توفرها هذه الأجهزة في تسهيل التنقل والاستقلالية للأطفال، إلا أنها تنطوي على مخاطر جدّية يجب أخذها بعين الاعتبار. لذلك لا ينصح الأطباء أو الخبراء باستخدامها.. وهو ما نكشف عنه في السطور المقبلة.
أثناء وجودهم في المشايات، يمكن للأطفال التدحرج إلى المواقد الساخنة والسخانات أو حمامات السباحة. كما أن المشايات تسمح للأطفال بالوصول للأشياء العالية، وبالتالي من المرجح أن يمسكوا بأشياء خطيرة (مثل فناجين القهوة الساخنة وسكاكين المطبخ) أو يلمسوا المواقد، مما قد يؤدي إلى حروق وإصابات أخرى. ويمكن أيضًا أن يسقطوا من فوق السلالم. في الواقع، يعد السقوط على السلم أحد أكثر الإصابات شيوعًا بين حوادث المشايات. ويمكن أن يعاني الأطفال الذين يسقطون من كسور في العظام وإصابات خطيرة في الرأس.
وتظهر الأبحاث أن المشايات لا تقدم أي فائدة لنمو الطفل. فهي لا تعلم الأطفال الرضع المشي ولا تساعدهم على المشي بشكل أسرع. ولتوفير منطقة لعب آمنة لطفلك، اختاري مركزًا للأنشطة أو مقعدًا نطاطًا أو كرسيا هزازاً أو أرجوحة أو ساحة لعب بدلاً من ذلك.
ويعتقد بعض الآباء والأمهات أن استخدام أطفالهم للمشاية يساعدهم بشكل أسرع على تعلم الوقوف والمشي، ولكن الأطفال الذين يستخدمون المشايات يتعرضون لكثير من الإصابات الجسدية بالإضافة إلى التأخر العقلي، وغيرها من المشاكل.
وهذا ما يؤكده الدكتور عصام شوقي، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، حيث يكشف عن المخاطر المحتملة التي قد يتعرض لها الأطفال عند استخدام المشاية، قائلا إن المشايات تشكل خطراً على سلامة الأطفال لعدة أسباب، فقد يحدث تعثر أو سقوط إذا كان الطفل لا يستطيع السيطرة على حركة المشاية بشكل صحيح. وقد يتسبب ذلك في إصابات مثل كسور العظام أو التواء الكاحل، ويمكن أن تؤدي المشايات لنمو غير طبيعية للعضلات والعظام في مرحلة نمو الطفل. وقد تتسبب في استخدام غير صحيح للعضلات وتأثير سلبي على تطور الحركة وتوازن الجسم.
وتابع شوقي أن المشايات قد تشجع على استخدام الأطفال لمهارات المشي قبل أوانها. ويُنصح عادةً بأن يتعلم الأطفال المشي بشكل طبيعي دون استخدام مشايات حتى يتمكنوا من تطوير قوة العضلات والتوازن بشكل صحي.
وأضاف أنه من الضروري أن يكون هناك متابعة وإشراف بالغ عندما يقوم الأطفال باستخدام المشايات للتأكد من سلامتهم والحد من المخاطر المحتملة. كما يجب أن يتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتوفير بيئة آمنة للطفل أثناء استخدام المشاية، بما في ذلك إزالة العوائق المحتملة وتجنب الأماكن القريبة من المراوح أو الأجهزة الكهربائية، فضلاً عن توفير المراقبة المناسبة واتخاذ التدابير الوقائية، ويمكن للآباء والمربين ضمان سلامة الأطفال في أثناء استخدام المشاية. ومع ذلك، يوصى عمومًا بالتشاور مع أطباء الأطفال أو الخبراء في مجال التربية قبل استخدام المشاية كوسيلة للمساعدة في تعلم المشي.
أما الدكتورة هناء محمد، استشاري طب الأطفال، فترى أن المشاية قد تؤخر وصول طفلك إلى مرحلة المشي، حيث إن الأطفال الذين يستخدمون المشاية يصلون إلى مراحل المشي أو الزحف في وقت متأخر عن غيرهم. كما أن استخدام المشاية لوقت طويل يمنع بقاء طفلك على الأرض، وبالتالي تحرم المشاية الطفل من محاولة الزحف التي تساعد على تقوية عضلاته المطلوبة للمشي. كما يصبح من السهل جدًا على الطفل في المشاية الوصول إلى الأشياء التي لا يستطيع الوصول إليها أثناء الزحف، وقد يكون هذا سببا في وقوع بعض الإصابات، لذلك لا بد من الحذر والانتباه على الطفل أثناء استخدامها.
وتضيف هناء: قد يتعثر الأطفال الذين يستخدمون المشاية ويتعرضون للسقوط منها أو الذهاب إلى أماكن خطيرة يتعذر الوصول إليها عادةً أو التدحرج من السلم. وتحدث معظم إصابات المشاة أثناء وجود الأباء، لأنهم ببساطة لا يستطيعون الاستجابة بسرعة كافية أو إنقاذ الطفل في هذه اللحظة. ويمكن للطفل الذي يستخدم المشاية أن يتحرك أكثر من 3 أقدام في ثانية واحدة! ولهذا السبب فإن استخدام المشايات ليس آمنًا أبدًا، حتى مع وجود شخص بالقرب منه.
ووفقا لبعض التقارير، فإنه منذ عام 1997، تم تصنيع مشايات الأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية بطرق آمنة بعض الشيء، حيث أصبحت تحتوي على مكابح لإيقافها لمنع الطفل من التدحرج، وقامت بعض الدول بحظر تصنيعها وبيعها مثل كندا، وذلك بموجب قانون سلامة المنتجات الاستهلاكية الكندي، حيث لا يُسمح للكنديين بتصنيع أو استيراد أو الإعلان عن أو بيع مشايات الأطفال.