مفاجآت إيريني مراد في حوار خاص مع أول خطوة
كتب: سما ماهر
اخر المواضيع
الأكثر قراءة
رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء
رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء كتب: روضة سعد – هاجر سامح في حوار شيّق أجراه فريق عمل مشروع أول خطوة مع الأستاذ حسين الزناتي، رئيس…
إيريني مراد، مهندسة مصرية شابة، قررت أن تعمل بالتدريس والتطوع في المجال الاجتماعي، ثم اتجهت لمساعدة الأهالي والمدرسين لفهم أسس التربية السليمة، ومع الوقت وتراكم الخبرات أصبحت إيريني أول مدربة وكوتش تحصل على ليسانس مشورة وعلم نفس من جامعة ساوث ويست- الولايات المتحدة، ثم قررت أن تؤسس منظمة Let the Children التي تهدف إلى تمكين الأهالي والمدرسين بالوعي والأدوات والمهارات اللازمة التي يحتاجونها هم أولا على المستوى الشخصي، ثم ما يحتاجونه في رحلة تربيتهم لأبنائهم على المستوى الآخر، وذلك بهدف تحقيق تواصل صحي أفضل داخل العائلة والمنزل والمدرسة.. تجربتها المهمة دفعتنا لإجراء هذا الحوار الخاص معها..
إيريني مراد، مهندسة مصرية شابة، قررت أن تعمل بالتدريس والتطوع في المجال الاجتماعي، ثم اتجهت لمساعدة الأهالي والمدرسين لفهم أسس التربية السليمة، ومع الوقت وتراكم الخبرات أصبحت إيريني أول مدربة وكوتش تحصل على ليسانس مشورة وعلم نفس من جامعة ساوث ويست- الولايات المتحدة، ثم قررت أن تؤسس منظمة Let the Children التي تهدف إلى تمكين الأهالي والمدرسين بالوعي والأدوات والمهارات اللازمة التي يحتاجونها هم أولا على المستوى الشخصي، ثم ما يحتاجونه في رحلة تربيتهم لأبنائهم على المستوى الآخر، وذلك بهدف تحقيق تواصل صحي أفضل داخل العائلة والمنزل والمدرسة.. تجربتها المهمة دفعتنا لإجراء هذا الحوار الخاص معها..
ما أهداف معهد Let the children الذي قمتِ بتأسيسه؟ ومن المستفيدون من خدماته؟
هو معهد يقوم بوظيفة تأهيل الأطفال حتى سن 18 سنة، وذلك من خلال 3 محاور، المحور الأول هو كيف يبني الطفل علاقة سوية مع نفسه ومع أهله أو أسرته، والثاني يرتبط ببناء علاقة سوية مع الشركاء في هذه الحياة عمومًا، والثالث هو بناء علاقة سوية مع الآباء، وبالتالي الفكرة الرئيسية التي يقوم عليها المعهد هو التأهيل لبناء علاقة سوية مع الآخرين، وفي هذا الإطار نقدم كورسات تدريبية في الحياة أو في موضوع نطلق عليه bonding with ourselves.
كيف تساعد الأم في بناء شخصية الطفل؟ وما النتائج المترتبة على غياب دور الأب؟
عندنا جملة شهيرة في مصر وفي جميع دول العالم وهي: “أنا عايز ابني يطلع أحسن مني”، وهذه حقيقة فعلًا على كل المستويات نفسياً وروحياً ومادياً، ولكن المطلوب لتحقيق هذا الهدف أن أبدأ بنفسي بمعنى أن أبني في شخصيتي بعض الصفات والمزايا والنجاحات لأنني أقوم بدور المرجع reference لابني أو ابنتي، بمعنى أنني يجب أن أشتغل على نفسي، وأن أطور من ذاتي كثيرا، وكلما بنيت نفسي جيدا، فإن ابني بالتأكيد سيكون أفضل مني، ومن هذا المنطلق فإن الأم لها دور كبير في بناء شخصية أطفالها، أيضا الأب له دور وتأثير كبير جدا، ولو غابت شخصية الأب، فإنه بالتأكيد ستكون شخصية الابن ناقصة أو غير كاملة، وكل مرحلة في حياة أطفالنا لها صفاتها العاطفية ولها أيضا احتياجاتها الأساسية، وكل مرحلة تحتاج منا أن نتعامل معها بأسلوب علمي وسليم كالتشجيع والتحفيز الدائم.
ما القرارات التي يجب أن نتركها للطفل ليأخذها بنفسه؟
على حسب كل مرحلة عمرية، فالطفل الرضيع مثلا لا يستطيع أن يتخذ أي قرار، لكن مع الوقت يبدأ يقرر بنفسه بعض الأشياء مثل أن يختار لعبة معينة، وفي مرحلة الحضانة أو المدرسة يبدأ يختار أصدقاءه، ثم يقرر متى سيذاكر ومتى سيلعب ومتى سينظم جدوله، وطبعا كل مرحلة لها خصوصية نفسية، وبالتالي عندما ينضج الطفل فإنه سيكون قادرا على تحمل نتيجة قراراته وأخطائه، كما سيعرف أيضا كيف يضع حدوداً لتصرفاته وهذا ما نسميه cause and effects بمعنى السبب والنتائج، وعندما يدرك الطفل هذه المعادلة، فإنه سيتخذ قرارات سليمة بنفسه، وبالتالي عندما يكبر يجب أن أعطيه مساحة أكبر حسب قدراته وعمره، حتى يتعلم كيف يتخذ القرار الصحيح، ومن هنا تبدأ مهارات تتحسن وتزداد، وذلك من منطلق أن روح المبادرة هي أساس بناء أي إنسان، ولو افتقد الطفل روح المبادرة فإنه لن يستطيع أن يتخذ أي قرار وبالتالي لن يستطيع أن ينمي نفسه.
كيف نزرع في الطفل صفة الثقة بالنفس؟
هذا واحد من أكثر الأسئلة الشائعة التي نواجهها في عملنا، وعندنا كورس بالكامل في كيفية غرس الثقة في شخصية الطفل، وباختصار يجب أن يعلم الآباء والأمهات أن الثقة بالنفس لا تعني التكبر أو الغرور، وإنما تعني أنني أعرف جيدا حدودي limitation الخاصة، وأنني كشخص قادر على التعامل في إطار هذه الحدود، وأنني غير متصنع ولا أرتدي قناعا، في هذه الحالة يستطيع الطفل أن يكتسب الثقة في نفسه، والشرط المهم أيضا أن أكون واثقا من تربية أولادي، وأن أعاملهم برفق، فمثلا ” لو أنا مضايق أبقى أنكد عليهم”، وإنما المطلوب دائما أن يكون الأب قدوة للأبناء، فالأبناء يكتسبون الثقة من الآباء والأمهات، أيضًا من ضمن العوامل المهمة أن أجعل طفلي يشعر بثقتي فيه، فيجب أن يشعر أنني أعتمد عليه وأنني وفخورة به، وأن أعطيه مساحة لاتخاذ أي قرار وأن يتحمل نتيجة اختياره، كما أنني يجب أن أقف في ظهره، سواء كانت اختياراته صحيحة أو خاطئة، حتى لو أخطأ أشجعه وأقول له “معلش المرة الجاية تختار أحسن، كلنا بنغلط”، فكل هذه الأمور مع بعضها تمنح أطفالنا الثقة في أنفسهم.
كيف يساعد الترابط العائلي في تربية الأطفال بشكل أفضل؟
الترابط ببساطة شديدة أساس مهم في تربية أولادنا، فالترابط الأسري يساعدهم في أن يفكروا ويتحكموا في الأمور، فالترابط والتماسك الداخلي يسهم في تكوين شخصية إيجابية وسلمية على المستوى العقلي والنفسي والاجتماعي، والعكس صحيح فكلما كانت الأسرة مفككة، تكون الاحتمالات قوية ومؤكدة لنشأة أطفال غير أسوياء سلوكيا، لأن الطفل يكتسب الصفات من محيط الأسرة التي يعيش فيها.
كيف يمكن للأم أن تصاحب ابنتها بصورة تكسب ثقتها؟
السر في ذلك أن تكون هناك علاقة سليمة وآمنة بين الطرفين، فيجب أن تكون الأم متواجدة في حياة ابنتها نفسيا وجسديا، ويجب أن تكون قادرة على أن أن تكسب ثقتها، وأن تسمع لها جيدا وأن ترد على أسئلتها، وأن تحفظ أسرارها، أيضا يجب أن تظهر الأم قدرا من التعاطف مع ابنتها في مختلف المواقف، بمعنى أن تضع نفسها مكان ابنتها، وفي نفس الوقت يجب أن تمنح الأم لابنتها مساحة من الثقة والحركة واتخاذ القرار والتفكير وأن يكون لها رأيها الخاص، باختصار يجب أن تقف دائما في ظهرها، وهذه هي فكرة التعلق الآمن.
هل هناك شروط أو قرارات يمكن أن تتنازل عنها الأم في التربية؟
لا يوجد شيء اسمه تنازل في التربية، فالتربية لا تعرف مبدأ التنازلات، وإنما هناك ما يسمى باختيار المعارك، بمعنى أن هناك أولويات في التربية، فهناك مسألة معينة تحتاج لأن أعالجها أولا ثم أتفرغ لبقية المشكلات، فمثلا لو لاحظت أن ابني بدأ يعتاد الكذب، ففي هذه الحالة يجب أن أتوقف بعض الشيء، وأخوض هذه المعركة حتى أستطيع أن أربي ابني مجددا على صفة الصدق وعدم الكذب، وبعد الانتهاء من هذه المعركة أنتقل لمعركة أخرى وهكذا.
“عايز تبقى إيه لما تكبر”.. هذه الجملة مؤثرة جدا في بناء طموحات الطفل.. كيف نشتغل عليها في التربية؟
الاطفال دائماً عندهم أحلام، وأحلام الأطفال لا يمكن أن تموت أبداً، وأحيانا عندما نستمع إليها نضحك على براءة هؤلاء الأطفال، لكن الحقيقة أننا يجب أن نحترم هذه الأحلام الصغير وأن نرعاها وألا نسخر منها، والمشكلة هنا لو تصديت لهذا الحلم، ففي هذه الحالة أتسبب في وقف طموحات ابني دون أن أقصد، وبالتالي يجب أن أنمي طموحات أطفالي حتى لو كانت بسيطة، وهذا سيجعل طفلي أكثر قدرة على المبادرة واتخاذ القرار والثقة.
ماذا عن طموحاتك المستقبلية؟
أحلم بمؤسسة قومية مصرية تهتم بخدمة الأهالي بشكل خاص، وكل من يتعامل مع الأطفال بشكل عام، في كل جوانب حياتهم الشخصية، الزوجية والتربوية لصحة عائلية أفضل في مصر وأفريقيا والشرق الأوسط.