عصبية الأمهات في البيوت سببها الأولاد.. احذري الضغط والسكر! ـ
كتب: هاجر سامح
اخر المواضيع
الأكثر قراءة
رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء
رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء كتب: روضة سعد – هاجر سامح في حوار شيّق أجراه فريق عمل مشروع أول خطوة مع الأستاذ حسين الزناتي، رئيس…
عندما تعيش الأسرة في جو مشحون بالعصبية والتوتر، فإن ذلك ينعكس بالسلب على تربية الأطفال، كما يؤثر أيضا هذا الواقع على حالتهم النفسية والسلوكية، وترجع أسباب العصبية في أغلب الحالات لصعوبة التربية وعناد الأطفال، ورغم أن المشكلة قد تبدو عادة يومية لدى بعض الأمهات، إلا أنها تكشف عن حالة من التوتر والضغوط النفسية التي يمكن أن تعاني منها الأم نتيجة للمسؤوليات اليومية والتحديات التي تواجهها في رعاية أطفالها.. في السطور التالية نكشف عن أهم الأسباب وأفضل الحلول.
تقول مروة يحيى، أم لطفلين، إن المسؤولية الزائدة وكثرة الضغوط تجعلني أشعر بالعصبية، وأكثر الصفات التي تضايقني من أطفالي العناد وعدم سماع الكلام، وبالأخص أمام الناس، فهذا يجعلني أندفع دون تفكير، والعناد وعدم سماع الكلام أكثر مشكلة أواجهها مع أطفالي، وبالأخص خلال الأعوام الخمسة الأولى، والعصبية طبعًا تؤدي لنتائج سلبية جدًا، وفي كل الأحوال أحاول التعامل بهدوء حتى لا يكتسب أطفالي صفة العصبية مني، فمثلًا في أول أيام الحضانة يرفض الأطفال الذهاب إليها بسبب التعلق بالأم ونفس الكلام بالنسبة للمدرسة، فالعصبية تزداد في فترة الحضانة جدًا بسبب عدم الالتزام، والطفل كلما يكبر، يزداد شعوره بالعناد، إذا كان ولدًا أو بنتًا، والعصبية الزائدة تؤثر على صحتي بالسلب وضغط الأعصاب وقلة النوم، كما أن كثرة التفكير تؤثر على الشعر والبشرة.
وتقول رانيا إبراهيم، أم لولدين: أشعر بالعصبية عندما أقع تحت ضغط شديد، وعندما تكون عندي مسؤوليات كثيرة وواجبات متراكمة، وأكثر ما يجعلني أشعر بالعصبية من أطفالي عدم التزامهم بأداء الواجبات، وعندما يتشاجران معا، والحقيقة أنني لجأت لطبيب نفسي بسبب العصبية الزائدة، وحاليا أتعاطى أدوية ومهدئات نفسية، وبصفة عامة تشعر الأمهات بالعصبية بسبب ضغوط الحياة وقلة النوم وتداخل المسؤوليات، والحقيقة أنني بدون الأدوية أشعر بالعصبية الزائدة التي قد تصل أحيانا لحالة مرضية. ومع الأسف هذه العصبية تؤثر جدا على صحة أطفالي وعلى حالتهم النفسية، لدرجة أنهم أحيانا يميلون للانطواء والعزلة عندما أكون في هذه الحالة، كما أنهم قد يبتعدون عني أحيانا حتى أهدأ.
وحول أسباب المشكلة وسبل العلاج، يقول الدكتور أحمد علام، استشاري العلاقات الأسرية والصحة النفسية، إن العصبية تتحول إلى مرض وحالة خطرة عندما تزيد عن حدها. وقد تكون العصبية داخلية أو خارجية. فتكون خارجية عندما تقوم الأم بإظهار العصبية لأبنائها. ولكن عندما تكون العصبية من الداخل فهذا هو الخطر الحقيقي على الأمهات، لأنها من الممكن أن تصيبها بعد ذلك بأمراض متعددة. وتتحول العصبية إلى حزن واكتئاب وقلق وزعل، كما تتحول أيضا إلى أمراض كثيرة مثل السكر والضغط والقلب والشرايين، فكل هذا نتيجة العصبية، وبسبب التفكير المستمر في المواضيع ومشاكل الحياة، يجب على الأمهات أن يدركن أنهن يربين أبناءهن ويجب أن يتحملن أكثر من ذلك لأنهم في النهاية أبناؤنا وليسوا أعداءنا.
وأضاف علام أنه حتى تتمكن الأمهات من تجنب العصبية، يجب أن يعلمن أن زيادة إظهار العصبية للأبناء سيجعل أبناءنا عدوانيين وعصبيين، كما أن العصبية بلاشك ستخلق أطفالاً عندهم قلة ثقة بالنفس، كما أنه من الممكن أن يتعرضوا للإصابة بالتبول اللاإرادي من كثرة الخوف والعصبية الذي يمرون بها يومياً، فضلاً عن الإصابة ببعض الأمراض النفسية، مثل الاكتئاب والقلق والعدوانية والانطوائية، وبالتالي يجب أن تدرك الأمهات أن العصبية الزائدة تؤثر بالسلب على الصحة النفسية للأطفال، وعندما تدرك الأم ذلك فإن هذا كفيل بأن يجعل العقل الباطن للأم يتجنب العصبية. وعندما تكون الأم في حالة عصبية شديدة عليها أن تأخذ نفسًا عميقًا دون أن تتحدث لمدة دقيقة أو دقيقتين، وعليها ممارسة الرياضة المستمرة مثل عمل هوايات والانشغال بأمور مختلفة، وكل هذه الأشياء تجعلها تتجنب العصبية بدلاً من أن تصب غضبها على الأبناء، ولأنه لا يوجد في دماغها شيء غير الأبناء عليها الانشغال بأكثر من هواية ليسهل عليها عملية التربية ويقلل من اللجوء للعصبية.
ويذكر علام أنه عندما تكون الأم دائمة العصبية على أبسط الأسباب والأشياء، فإن أبناءها يصابون بالخوف والقلق وقلة الثقة ويقومون بالكذب وتكتشف الأم فتزداد عصبيتها أكثر، فتبدأ سلسلة لا متناهية من المشكلات النفسية عند الأم والأبناء في نفس الوقت، ولذلك يجب على الأمهات تجنب العصبية بهذه الحلول.
أما الدكتورة هناء محمود، استشاري الطب النفسي والعلاقات الأسرية، فتقول: لو تربت الأم في منزل مشحون بالعصبية والعنف سيبقى رد فعلها الطبيعي هو العصبية، ويجب على الأم أن تدرب نفسها على الهدوء وعدم الاندفاع، فمثلاً من الممكن أن تتوقف عن الكلام: “أنا هتكلم معاكم بعدين “، وهنا تأخذ خطوة للوراء، من أجل أن تفكر في التصرف الصحيح، لأن الأم لن تستطيع أن تتخذ التصرف الصحيح وقت العصبية والاندفاع، يجب أن ترجع خطوة للوراء وتفكر جيداً بدلاً من العصبية الزائدة عن حدها، ويجب أن ندرب العقل اللاواعي للأم على جمل معينة متكررة للعقل بالتدريب والتكرار، ومن هنا سيتولد عندها عادة سلوكية جديدة غير العصبية.