في بيتنا بابا.. نتائج سلبية خطيرة لغياب دور الأب عن الأسرة
كتب: مريم أحمد
اخر المواضيع
الأكثر قراءة
رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء
رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء كتب: روضة سعد – هاجر سامح في حوار شيّق أجراه فريق عمل مشروع أول خطوة مع الأستاذ حسين الزناتي، رئيس…
يقوم الأب بدور عظيم في رعاية الأسرة، فهو عضو فعال وبدونه يختل ميزان الأسرة، وتصبح أكثر عرضة للكسر والانهيار. ولا يتوقف دور الأب في الأسرة على توفير احتياجاتها المادية ولكنه يقوم بدور العمود الفقري الذي يوفر الأمان والرعاية والاهتمام الذي يجعل أبنائهم يشعرون بالحب والمودة والدعم.. فماذا يترتب على غياب دور الأب؟ وكيف يمكن أن يوازن بين مسؤولياته و مشغولياته وبين واجباته تجاه أسرته؟ الإجابة في سطور التقرير التالي.
وتقول الدكتورة بسمة سليم, خبيرة علاقات أسرية وتنمية بشرية، إن الله سبحانه وتعالى خلق البيت مكونًا من زوج وزوجة وأبناء، وكل فرد تقع عليه مسؤوليات تجاه الطفل، بمعنى أن احتياجات الطفل النفسية والمادية تتوزع على جزئين: دور الأب والأم، وكل طرف يقوم بدوره في حدود هذه المسؤوليات، لذلك عندما يقول الأب أنه مشغول طوال الوقت أو أنه يعمل ويريد أن يكفي احتياجات أطفاله والبيت، هذا لا يعني ألا يكون له دور معنوي في البيت، فاحتياج الطفل لدور الأب يتخطى فكرة الاحتياجات المادية، وإنما يجب أن يشعر الطفل بوجود الأب بجانبه، وأن يوفر له متطلباته بمنطق “المهم ثم الأهم”، ويجب على الأب أن يتواجد مع أولاده وأن يخصص وقتا ولو لمدة ١٠ دقائق فقط يومياً، وأن يشارك معهم مهامهم وحياتهم لخلق التواصل مع الأطفال.
وتضيف د.بسمة سليم، أن غياب دور الأب داخل الأسرة يترتب عليه انعكاسات خطيرة مثل الشعور بفقدان عواطف نفسية معينة لا يشبعها إلا الأب، لأن الأب هو مصدر الأمان والقوة، أما الأم فهي مصدر العاطفة أكثر، فالأب هو الداعم الأساسي لأطفاله، وفي حالة غياب الأب تنعدم الثقة ويزداد الاحتياج النفسي، ومن الممكن أن يُصبح الطفل عدوانيًا أو منطويًا نتيجة فقدانه الثقة بنفسه بسبب غياب الأب، كما أن غياب الأب بسبب الطلاق قد ينتج عنه نظرة سلبية من الأبناء تجاه الأب، حيث يعتقدون أنه تخلى عنهم ولم يتمسك بهم، وأيضاً هذا الغياب يؤثر تأثيرًا سلبيًا على الحالة النفسية للطفل، ومن هنا فإن دور الأب من الجانب المادي شيء طبيعي لأن الأب مصدر عطاء بالنسبة للأولاد، ويجب على كل أب أن يغذي أولاده بالحب والاحتواء والاطمئنان والتقدير والثقة والأمان، ليصبحوا أطفالا أسوياء وعندهم ثقة بأنفسهم.
وتؤكد سليم أن الأب يجب أن يكون “مرجعية” وقدوة لأولاده، وأن يظهر أمامهم في أحسن صورة وأفضل حالة، لأن الأبناء عادة ما يقلدون آبائهم، وتقدير الأبناء للأب هو انعكاس لدور الأب في التربية، وتقوم بعض الأمهات باستغلال غياب الأب لتثبت أنها كافية ولا تحتاج لدور الأب، وقد تقوم بتهميش دوره، وهذا لا يصح، فمن المهم أن تدعم الأم صورة الأب حتى في غيابه حتى تربي الأولاد على الإخلاص والاحترام والتقدير.
وحول رأي الآباء، يقول إبراهيم السعدني، أحد الآباء، إنه بالرغم من انشغال الأب في أعماله الوظيفة إلا أن مهمة الأب مع أبنائه في الصغر تقوم على حسن التنشئة والتربية، أما في الكبر فينبغي أن يكون شأن الأب مع أولاده، أن يخالطهم، ويترفق بهم، ويحنو عليهم، ويمازحهم، ويُدخل على قلوبهم السعادة والسرور، وأن يعطيهم من وقته ولا يسمح لنفسه بأن ينشغل عنهم.
وبالرغم من الضغوط والالتزامات التي يحملها الأب على عاتقه حيث إنه قد ينشغل عن تربية أطفاله والتواصل معهم، ويلقي بالمسؤولية الكبيرة على الأم، ويغيب عن الصورة في بعض الأحيان، فإن ذلك مع الأسف يترتب عليه نتائج سلبية، ورغم هذا فالأم تؤدي دورها على أكمل وجه تجاه أولادها وبدون تقصير، ولكن التربية السليمة تحتاج لتوجيه مشترك من الأم والأب معًا، إذ لا تقتصر مسؤولية الأب تجاه أبنائه على الدعم المادي فقط، كما هو الحال الآن في بيوت كثيرة، فهم يحتاجون من أبيهم الدعم العاطفي والنفسي والإرشاد والنصح فلابد من المسئولية المشتركة والتفاهم بين الأب والأم في تربية الأولاد .
ويقول عبدالله جادالكريم، أحد الآباء، إن دور الأب الحقيقي لا يجب أن يغيب عن تربية أطفاله، مهما كانت مسؤولياته وأعماله، وأعتقد أن الجيل الجديد يحتاج أن يقرأ ويتعلم أولا كيف يكون أباً قبل أن يكون أب، لأن التربية ليست سهلة، فهي تقوم بتكوين شخصية الطفل، ولابد أن يكون لهذا الطفل فيما بعد هدف وتأثير فى المجتمع وشخصية منفصلة، وتتطلب هذه المسؤولية أن يوازن الأب بين دوره في الأسرة وبين مسؤولياته و مشغولياته، ومن هنا يجب أن يكون متواجدا في المنزل وأن يشارك أطفاله لحظات السعادة، وأن يقضي معهم أوقاتا مناسبة يوميا. ولكل عملة وجهان ولابد من تعاون الأب والأم ليكونوا هما وجهي العملة لأولادهم، فلكل منهم دور واضح ومسؤوليات معينة، ولو قام كل منهم بدوره بشكل صحيح فسوف يخرج الطفل للمجتمع بصورة سوية، ولابد من إخفاء أي مشاكل بين الزوجين عن الأبناء حتى لا تهتز صورة الطرفين أمام الأبناء.