فضفضة.. سلوى تروي معاناة أطفالها بعد انفصالها عن زوجها

فضفضة.. سلوى تروي معاناة أطفالها بعد انفصالها عن زوجها

كتب: منى ناصر – حميدة عبدالمحسن

اخر المواضيع

الأكثر قراءة

رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء

رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء كتب: روضة سعد – هاجر سامح في حوار شيّق أجراه فريق عمل مشروع أول خطوة مع الأستاذ حسين الزناتي، رئيس…

يترك الانفصال والخلافات الأسرية بين الزوجين آثارا سلبية للغاية على الأطفال، حيث يجد الطفل نفسه وحيدا في ظل انشغال الأب والأم بتصفية حساباتهما معا، وأحيانا تكون الأم وأطفالها ضحايا لزوج مستهتر ومهمل، وهذا بالضبط ما حدث مع هذه الضحية التي نقدمها لكم في السطور القادمة.. سلوى صاحبة الـ٢٧ سنة، والتي تزوجت وعمرها ١٥ عاما، وهي أم لطفلين الأول ٦ سنوات والثاني ٤ سنوات، سلوى صاحبة مأساة من نوع خاص حيث تدفع ثمن إدمان زوجها للمخدرات وإهمال أسرتها لطفليها البريئين.. القصة تحكيها لنا في السطور القادمة.

تتنفس بصعوبة عندما تلتقط أطراف الحديث، حيث يبدو عليها الحزن والحسرة، وتقول: “زوجي يتعاطى المخدرات، وذهبت به إلى المصحة أكثر من مرة، ولكنه عندما يخرج من المصحة يتعاطى نوعا آخر من المخدرات ويبدو وكأنه فاقد الوعي والإدراك حيث لا يتوقف عن إيذاء من حوله، حتى أنني لم أسلم من تصرفاته العنيفة”. 

وتتوقف فجأة عن الحديث، لتستجمع قواها من هول ما عاشته من قسوة وظروف صعبة، حيث تقول: “كان يعتدي عليَّ جسدياً بالضرب، ويشتمني بأقذر الألفاظ”، وبسبب قسوة الحياة والعيشة معه، فقد كان الانفصال وطلب الطلاق هو الحل الوحيد لهذه الحالة الصعبة.

 

ولم تستلم سلوى لقسوة الظروف، وإنما تعمل في أكثر من مهنة لكي تربي أطفالها وتصرف عليهم، وقالت إن ابنها الكبير يدرس في المرحلة الابتدائية، وتحديداً بالصف الأول الابتدائي، وتتمنى أن يستمر في التعليم رغم سوء حالتها المادية.

 وتحلم سلوى بأن يحقق أطفالها ما لم تستطع تحقيقه مثل التعليم والحياة الكريمة، قائلة أنها تبدأ يومها من الساعة السادسة صباحاً وتستمر في العمل حتى المساء، وتترك لأولادها الأكل، وأحياناً تطلب من أولادها الصغار تجهيز الأكل بأنفسهم حتى يتعودوا على الاعتماد على الذات.

وتحكي سلوى عن الكثير من المواقف المحزنة التي تعرض لها أطفالها الصغار، بسبب غيابها عنهم، فعندما كان ابنها الأكبر يحضر الطعام سقط عليه ماء مغلي.

وتعبر عن شعورها بالحسرة قائلة: “لا أحد يتحمل أطفالي، فأنا أتركهم عند أمي، وعندما أعود من العمل أجد أحدهم مضروبا أو مصابا، ومع ذلك أتحمل كل هذه الضغوط من أجل أن أوفر لهم لقمة العيش”.

 

ويبدو أن قصة سلوى أصبحت متكررة في المجتمع نتيجة التفكك الأسري الذي يدفع ثمنه الأبناء، حيث تقول الدكتور هالة حماد، الأخصائية النفسية والأسرية، إنها قصة حزينة بسبب خذلان الأب لهم وإهانته لأمهم، وبالتأكيد أنهم رأوا مشاهد مؤلمة جداً وهذا قد يسبب لهم مشاكل نفسية في الوقت الحالي وفي المستقبل، لكن  ثاني مشكلة تفعلها هذه الأم هي أنها تتركهما بدون رقيب لوقت طويل لكي تستطيع أن تنفق عليهما.

 

وأضافت حماد أن هذه الأم تحتاج إلى معاونة من الآخرين، لدرجة أن الطفل الصغير اضطّر أن يتحمل مسؤولية أخيه الأصغر منه بسبب عدم وجود الأم فترات كبيرة، فهذا قد يسبب له قلقا نفسيا ومشاعر اكتئابية وكل هذه أمور صعبة عليهم.

 

ويرى الدكتور علاء الغندور، الأخصائي النفسي والأسري، أن لابد للزوجة أن تطلب الطلاق لكي تنقذ نفسها وأولادها وتأخذ عليه تعهد بعدم التعرض من قسم الشرطة، وتقدم طلباً لوزارة التضامن بإدخالها في برنامج حياة كريمة وبرنامج تكافل وكرامة وإيجاد فرصة عمل شريفة تتناسب مع حالتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *