كيف تختارين مربية لطفلك؟

كيف تختارين مربية لطفلك؟

كتب: مريم مدحت

اخر المواضيع

الأكثر قراءة

رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء

رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء كتب: روضة سعد – هاجر سامح في حوار شيّق أجراه فريق عمل مشروع أول خطوة مع الأستاذ حسين الزناتي، رئيس…

تُعد مهمة “جليسة الأطفال” من المهام الصعبة والشاقة للغاية، وتتطلب الكثير من المرونة من قِبل من يقومون بها لتعاملهم الدائم مع الأطفال والعناية والاهتمام بهم، أيضا على الجانب الآخر يتطلب من كل أم أن تعي أن “المربية” ليست أماً بديلة، ولكنها تقدم المساعدة للأم والطفل معاً، كما أن هناك وظائف وأدوار لا يمكن تقوم بها أي شخص غير الأم تجاه أطفالها.

لم تكن وظيفة “مربية الأطفال” مهنة جديدة أو من مستحدثات العصر، لكن في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، كانت جليسة الأطفال يُطلق عليها «الممرضة» في المنازل الأرستقراطية، وكانت بمثابة العضو الأعلى مقاماً بين موظفي المنزل وتدير مهام عملها الخاص من مجموعة غرف تعرف بالحضانة، وبفضل تدخلهم العميق في تربية أطفال الأسرة، غالبا يعرفون بمربيات الأطفال لانسجامهم الكبير ومعاملتهم للأطفال بلطف، وظلت المربيات يعملن لدى العائلات الأرستقراطية لسنوات طويلة للعناية بالأجيال المتعاقبة.

لدى كل من الأم وجليسة الأطفال مهام، ولا يمكن للأم التخلي عن مهامها ودورها وتركها للمربية زمام الأمور، فالأم بدورها هي من تقوم بصب الحب والحنان والعاطفة، أيضا هي من تقوم ببث المبادئ والقيم والأخلاق، وتصبح هي مرجعه لكل شيء في الحياة فهي من تقوم بتربيته، وفهم شعوره وتعمل على ترجمة أفكاره، ويأتي في المرتبة الثانية دور المربية فهي ثاني شخص مهم بالنسبة للطفل الصغير لأنها تقضي الكثير من الوقت معه، ولكن دور المربية مختلف كثيرا عن دور الأم فالمربية تحرص على سلامة الطفل إذا غاب عن نظر والدته، وتعمل على الحفاظ عليه ورعايته في الأوقات التي تكون الأم منشغلة بها، وتقوم بإطعامه والحفاظ على صحته.

ويقوم اختيار مربية الأطفال على مجموعة من الأسس والقواعد، ويجب اختيارها بعناية شديدة، ومن أهم هذه الأسس ما يلي:

1- صياغة العقد عند محامٍ يضمن لك حقوقك ويتناسب أيضاً مع المربية، ويكون تفصيليا ودقيقا فى شرح الاتفاقات.

2- دراسة وفحص حياة المربية وأسرتها ومنزلها ومستوى تعليمها، لأن كل ما تعلمته ستنقله إلى طفلك بسهولة.

3- تحديد فترة تجريبية حتى يعتاد الطفل على المربية.

4- تحديد الميزانية، وهي واحدة من أهم النقاط قبل اختيارك للمربية، ويتم تحديد هذه الميزانية أيضا، وفقا للمعايير الأولى التى قمت بوضعها بالإضافة إلى درجة تعليمها و اللغات التي تتقنها.

لكن الاعتماد على جليسة للأطفال يُعتبر سلاحاً ذي حدين، فمن الممكن أن يكون دورها مفيداً للطفل، وتساعد الأم في أشياء كثيرة، ولكن أيضا من الممكن أن تكون مصدر خطر في بعض الأحيان، عندما يحل دور الجليسة محل دور الأم، وتقوم بدورها، هنا تكمن كل الخطورة لأن الطفل سيصبح متعلقاً أكثر بمربيته، وبالتالي تصبح المربية المرجع الأساسي لتربية الطفل، وتنقل إليه المفاهيم والقيم والأشياء الذي يجب أن يتعلمها من الأم والأب، وفي هذه الحالة ليس هناك ما يضمن أن تكون كل هذه القيم سليمة، لذلك يجب وضع حدود لدور المربية، وألا تحل محل الأم، وفي المقابل فإن وجود المربية يضمن قيام الأم بعملها وهي مطمئنة بجانب مساعدة الأطفال في الكثير من الأشياء.

من جانبها، تقول الدكتورة سوزان نجم الدين، أخصائية نفسية واجتماعية: “مربية الأطفال مهنة في غاية الخطورة، ولكن في بعض الأحيان عندما تكون الأم واعية لهذه المخاطر، فإنها تقوم بدورها، وتجعل مربية الأطفال تقوم بمهام محددة أيضا، في حين تقوم هي بالإشراف عليها، وتتأكد من أن هذه المربية تسير على مبادئ وقيم سليمة، فالطفل الصغير تتشكل أفكاره من الأم فهي التي تزرع القيم التربوية السليمة والأفكار والمبادئ الدينية والسلوكيات، ولكن الخطورة تأتي عندما تهمل الأم دورها فنجد الطفل متعلقا بمربيته كثيرا فيصبح الطفل متعلقا بأفكارها، كما يتأثر بعاداتها وتقاليدها كما يكتسب بعض المفردات والتعبيرات منها، وقد تكون هذه التعبيرات غير مناسبة لبيئة الطفل، والطفل لا يشعر بذلك، ولكن عندما ينضج سيشعر أن كل أفكاره مصدرها “المربية”، وقد تدرك الأم هذه الحقيقة، ولكن بعد فوات الأوان.

 أما الدكتور أحمد حسين، الأخصائي النفسي، فيرى أن انفصال الأم عن الطفل وابتعادها عنه يؤثر بالسلب على أسلوب تربيته، وتزداد خطورة ذلك عندما تتركه للجليسة أو المربية، لذلك أنا لا أحبذ فكرة وجود مربية للأطفال، إلا عند الضرورة القصوى، أو عند الحاجة الملحة، لأنه في هذا التوقيت تختلط مهام المربية مع أدوار الأم، ومن هنا سيتعرض الطفل للتشتت، مما يخلق جوا سلبيا، وقد يصل الأمر لدرجة أن بعض الأطفال ينفصلون كليا عن أسرهم ويتعلقون أكثر بمربيتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *