لا تجعلي طفلك ضحية للحرمان البيئي.. مخاطر عنيفة تهدد مهاراته التواصلية

لا تجعلي طفلك ضحية للحرمان البيئي.. مخاطر عنيفة تهدد مهاراته التواصلية

كتب: كريم حشاد

اخر المواضيع

الأكثر قراءة

رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء

رئيس مجلة علاء الدين: نسعى لتقديم محتوى جذاب وممتع للقراء كتب: روضة سعد – هاجر سامح في حوار شيّق أجراه فريق عمل مشروع أول خطوة مع الأستاذ حسين الزناتي، رئيس…

الحرمان البيئي مصطلح علمي واجتماعي يعني انعزال وإبعاد الطفل عن العالم الواقعي أو الطبيعي وانحسار تواجده فقط على السوشيال ميديا أو التكنولوجيا أو العالم الافتراضي أو داخل جدران المنزل، حيث لا توجد علاقات ولا تفاعل مع الآخرين، وبالتالي يتعرض هذا الطفل لمخاطر عديدة تنعكس على مهاراته اللغوية والذهنية وتحد من قدراته على التواصل مع الآخرين، وهو ما نكشف عن خطورته في السطور القادمة.

يقول الدكتور محمد دسوقي، أخصائي طب نفسي الأطفال، إن الحرمان البيئي هو مصطلح يُستخدم لوصف النقص في التفاعل الطبيعي والحيوي بين الطفل وبيئته المحيطة، وهذا النقص في التفاعل يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة على نمو الطفل العقلي والاجتماعي، والأطفال الذين يعانون من الحرمان البيئي لا يتعرضون بشكل كافٍ للمثيرات الخارجية التي تعد ضرورية لتطوير مهاراتهم اللغوية والاجتماعية.

وحول تأثيرات الحرمان البيئي، يواصل دسوقي حديثه، قائلاً: تتمثل أبرز التأثيرات في تأخر النمو اللغوي، فالأطفال الذين لا يتعرضون للغة المحكية والتفاعل الاجتماعي بشكل كافٍ، قد يواجهون تأخرًا في تطور اللغة، ومن التأثيرات الأخرى الانطواء، ويتمثل ذلك في قلة التفاعل الاجتماعي، حيث قد يؤدي الحرمان البيئي إلى صعوبات في التواصل والتفاعل مع الآخرين.

ويؤكد دسوقي أن من أخطر التأثيرات أيضا التوحد، ففي بعض الحالات، قد يُظهر الأطفال الذين يعانون من الحرمان البيئي سلوكيات مشابهة لسلوكيات اضطراب طيف التوحد، ويميلون بصورة كبيرة للعزلة والانغلاق على أنفسهم، ويواجهون مشكلات خطيرة في التواصل مع العالم الخارجي أو المحيط بهم، ويظهر ذلك بصورة أوضح في المدرسة أو الحضانة.

ويذكر دسوقي أنه من الأهمية التفاعل مع البيئة المحيطة، حيث يُعد ذلك عنصرًا حاسمًا في تطور الطفل للخروج من المنزل، والتعرض لمختلف المثيرات البيئية، ويُسهم ذلك أيضا في تحسين القدرات اللغوية، والتفاعل مع الآخرين بما يُعزز من مهارات الطفل اللغوية ويُسرع من قدرته على التحدث، بالإضافة إلى تطوير الذكاء الاجتماعي، واكتساب مهارات اللعب والتفاعل والتواصل والتعاطف مع الآخرين، فضلا عن تعزيز النمو العقلي للطفل. ومن الأهمية أيضًا التعرض لمواقف وتجارب جديدة بما يُحفز الدماغ ويُساهم في تطوره.

ولفت دسوقي إلى خطورة انعزال الطفل بسبب التكنولوجيا وإدمان الموبايل، فمن الضروري أن نُدرك أهمية التوازن بين الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات والوقت الذي يقضونه في التفاعل مع العالم الخارجي، ولهذا يجب على الآباء والمربين تشجيع الأطفال على الخروج من المنزل والمشاركة في الأنشطة الخارجية لضمان نموهم الصحي والمتكامل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *